Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 14-14)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولمَّا بلغَ أشده } قوته { واسْتَوى } فيه ، قلت : وذلك وقت واسع يبلغ أوله ، فعن ابن عباس : الأشد هو الثمانى عشرة ، والثلاثون وما بينهما ، والاستواء ما بعد الثلاثين الى تمام الأربعين ، وينقص بعدها ، وعنه الأشد ثلاث وثلاثون سنة ، والاستواء أربعون ، ولا يجاوز أربعين ، وقد قيل : الاستواء أربعين لقوله تعالى : { حتى إذا بلغ أشده وبلغ أربعين سنة } [ الأحقاف : 15 ] وما ذكر من الروايات ، وما ذكروه من الأقوال ، جرى على الغالب ، فقد يكون الأشد سبع عشرة كما قال الزجاج ، أو أقل ، وقد يكون فوق ولو الى عشرين باختلاف الأعصار والأحوال والمواضع ، والمتبادر أن تفسير الأشد والاستواء على عموم ، لا على من ورد ذكرهما فى شأنه ، كموسى هنا عليه السلام . { آتيناه حكْماً } نبوة أو علماً من خواص النبوّة ، أو سنة وحكمة الأنبياء سنتهم ، واذكرن ما يتلى إلخ { وعلماً } بالدين والشريعة ، وهو أعم مما قيل العلم بالتوراة ، وقيل : آتيناه سيرة الحكماء العلماء قبل النبوة ، لأنها بعد الوكز والهجرة الى مدين ، ورجوعه مها ، والتوراة بعد إغراق فرعون ، كما يدل له قوله { وكذلك } مثل فعلنا بموسى وأمه عليهما السلام ، { نَجزى المُحْسنين } لاحسانهم ، فإن النبوءة لا تكون جزاء على الاحسان ، بل هى امر من الله مستأنف لمن يصلح له ، ولا يصح ما قيل إنه أوحى الى موسى جعلتك نبيا ، لأنك أشفقت على شاة كسرت ، وأجاز بعض أن يكون مزيد قرب فى الطاعة سببا فى ركن منها ، وإذا هذا الاتياء قبل أوان النبوَّة فايتاء رياسة دينية ودنيوية فى بنى إسرائيل .