Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 15-15)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ودخَل المَدينَة } عن ابن عباس منف ، وقيل : عين شمس ، وقيل : حابين على فرسخين من مصر ، وقيل : الإسكندرية ، وقيل قصر فرعون ، والأولى أنها مصر ، وهو أشهر { على حِين } فى حين { غَفْلةٍ } عظيمة { من أهْلها } ثابتة منهم لا يتوقعون دخوله ، وهو القائلة عند ابن عباس ، وعنه بين المغرب والعشاء ، وقيل فى عيد لشغلهم كان مختفياً لاخراج فرعون له منها ، إذ جاهزة وقومه بما يكرهون ، فدخلها عفية إذ خرج فرعون منها راكباً الى بلد { فَوَجَد فيها رجُلين يقتتلان } فى أمر دينى ، أو لأن الكافر يستحمل الحطب على الاسرائيلي الى مطبخ فرعون ، والكافر خباز له ، ومن العجيب العدول عن كونه نعتاً الى كونه حالا ، لمجرد إجازة سيبويه حال النكرة بلا شرط . { هَذا مِن شِيعَتِه } أتباعه فى الدين أو فى الدنيا ، ولو كافرا أو فاسقاً ، وشيعته بنو إسرائيل ، وليسوا كلهم موحدين ، ولا كلهم موفين ، بل فيهم فساد فى الأعصار بعد يعقوب ، وقد قيل : ان هذا هو السامرى { وهَذا من عَدوِّه } فى الدين وهم القبط أو غيرهم ، واسمه قانون ، وإشارة القرب استحضار للغائب ، أيكون كالمشاهد { فاستغاثه الَّذى من شِيعَته } بنى إسرائيل ، وكان بنو إسرائيل يظنونه أخاً لهم من الرضاعة ، وكان يركب إذا ركب فرعون على أفضل الدواب ، ويلبس لباساً أجود ما يكون ، ثم عرفوا أنه منهم أباً وأماً ، ولما بلغ أشده كان يرد عن بنى إسرائيل الظلم . { على الَّذى مِنْ عَدوه } عداء بعلى لتضمنه معنى استنصر كما قال : استنصره بالأمس ، أو معنى استعان كما قيل قُرىء به ، ومن العجيب تقدير الذى هو من شيعته ، على الذى هو من عدوه ، مع عدم الدليل عليه ، مع الاستغناء عنه { فَوكَزه مُوسَى } ضربه برءوس أصابعه ، أو برءوس الإبهام والسبابة والوسطى ، أو بيده مضمومة الأصابع ، وقيل بعصاً وهى غير المشهورة ، فإن المشهورة كانت له بعد حين ، كان عند شعيب ، والهاء للذى من عدوه ، ويقال : لما اشتد الكلام قال القبطى لموسى لقد هممت أن أستحملك الحطب ، وإنما استحملته الحطب الى مطبخ أبيك ، فاشتد غضب موسى فوكزه ، وهذا خطأ فانه لا يجوز فى حق موسى ومن دونه أن يغضب لمثل هذا حتى يقتل قائله ، أو يفعل ما دون القتل ، ومن نسب ذلك لموسى هلك ، إلا إن تأول . { فقضى } موسى { عليه } أهلكه ، وأصله أنهى حياته ، ولكن ذلك مقول للقتل ، فلا حاجة الى تأويله بأوقع القضاء عليه ، وذلك حقيقة ، لأن المعنى قتله ، ولو فسر بأماته كان مجازاً ، وقيل : قضى الله عليه بالموت ، وقيل : قضى عليه الوكز ، والأول أولى ، ولما قتله دفنه فى الرمل { قال } موسى { هذا مِن عَمَل الشيطان } هذا الوكز ، أو هذا القضاء حصل لى من تزيينه ، أو من اعماله التى يعملها تبعته ، فعملت مثل ما يعمل ، أو هذا المقتول أهل عمل الشيطان أو عمل هذا المقتول من عمل الشيطان { إنَّه عدو } لى ولسائر المسلمين { مُضل } لغيره ما استطاع { مُبينٌ } ظاهر خبر لإن ثان وثالث ، أو نعتان لعدو ، وأما ان يكون مبين نعتاً لمضل فلا ، لأنه صفة مثله ، فلا طالب نعتاً ولا يتنازع عدو ، ومضل فى مبين كل يطلبه نعتا لما علمت أن الصفة لا تطلب النعت حتى تنزل منزلة الجامد بوجه ، ولأنه لا يقع التنازع فى النعت ، لأن المهمل يضمر له ، والنعت لا يكون ضميراً ، وإن أريد بالتنازع مطلق الطلب لا النحوى فمضل لا يطلبه .