Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 28, Ayat: 25-25)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فجاءته إحداهما } قيل الكبرى ، لأنها أعلم بالكلام والملاقاة ، وقيل الصغرى لخفتها { تمْشى على اسْتحياءٍ } ثابتة على استحياء عظيم ، ولو كانت الكبرى وذلك لعظم مواجهة موسى ، ويقال وضعت كمها او ثوبها على وجهها { قالَتْ إنَّ أبى يدْعُوك ليجْزيك أجْر ما سقيتَ } أجر سقيك { لنَا } فاتبعها ليتبرَّك بالشيخ ، وليستفيد أخاً يسكن إليه ، وليحقق كلامها فى أخذ الأجرة ، فان كان حقا تركه ، وبين له انه سقى لهما لوجه الله عز وجل ، وإن وجده معداً للضفان مطلقا لا لخصوص سقيه أكل ، ولما دخل وجد الطعام مهيأ ، فقال شعيب : كل ، فقال : أعوذ بالله ، إنا قوم لا نأكل على عملنا لوجه الله أجرا ، فقال شعيب : إن من عادتى وعادة آبائى إطعام الضيف وهذا منه ، وقيل تبعها لضرورة الجوع الواجبة ، فتقدمته لتدله على الطريق ، فلعب بها الريح ، وقال : تأخرى ودلينى على الطريق إذا أخطأت بكلام أو حصاة . { فلمَّا جاءه وقَصَّ عليه القَصص } جنس ما وقع له مع فرعون وفى طريقه { قال لا تخفْ نَجَوت من القَوْم الظالمين } فرعون ومن معه ، علم من قبل أن فرعون لا يجرى حكمه فى مدين كما مرَّ ، وقيل إلهاماً من الله عز وجل لشعيب عليه السلام ، ولا ينقص بذلك سقيه ، لأن ذلك أداء للواجب ، حتى قيل : إنه رفع صوته بقوله : ربّ إلخ لتسمعا ، قيل : وصله وقت العشاء ، فوجد الطعام مهيأ ، فقال أعود بالله ، إنى ممن لا يبيع أحدهم عمل الآخرة بملء الدنيا ذهبا ، قال هذه عادتى للضيف مطلقا فأكل .