Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 3, Ayat: 102-102)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَا آيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ } التاء الأولى عن واو والثانية عن ياء لأنه من وقاه يقيه ، أى اتقوا عقاب الله تقاته الحقة أى الثابتة ، فأضيفت الصفة للموصوف ، وذكر لتغليب الاسمية ، أو لأن المراد النوع الشديد من التقاة ، والمراد غاية ما قدرتم ، فقاموا حتى تورمت أقدامهم وتقرحت جباههم ، قال ابن مسعود : أن يطاع فلا يعصى طرفة عين ، الخ ما مر ، ولا طاقة للعباد بذلك فنسخ بقوله تعالى : { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : 16 ] ، ووجهه أن المعنى ما استطعتم بلا تكلف ، والمنسوخ فيه تكلف ممكن ، لا تكليف بما لا يطاق ، وأما إن فسر بما لا يطاق فلا نسلم ذلك ، بل نمنع التكليف بما لا يطاق ، لأنه على الفور ، لا تكليف بما لا يطاق مما ليس فيختلف فيه ، وأولى من ذلك أنه يقال ، لا نسخ ، بل معنى الآيتين التقوى بلا حرج ، { فاتقوا الله ما استطعتم } [ التغابن : 16 ] بيان لقوله ، { اتقوا الله حق تقاته } ، لا نسخ ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " هل تدرى ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله ، قال الله ورسوله أعلم ، قال : حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً ، وحق العباد على الله أن يدخلهم الجنة إذا عبدوه ولم يشركوا به شيئاً " ، ويدخل فى العبادة ترك المعاصى ، لقوله تعالى ، { هو أهل التقوى } [ المدثر : 6 ] ، والآيتين . وعن ابن عباس حق تقاته أن يجاهدوا فى الله حق جهاده ولا تأخذهم فى الله لومة لائم ، ويقوموا الله سبحانه بالقسط ولو على أنفسهم وآبائهم وأمهاتهم { وَلاَ تَمُوتُنَّ إلاّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ } احذروا أن يأتيكم الموت على غير الإسلام ، وذلك هو استعداد الإسلام للموت والدوام عليه ، لا النهى عن الموت ، إذ لا طاقة على دفع الموت بألا يعقلوا الموت إلا حال إسلامهم ، ولكن عبر بذلك مبالغة ، كما أن الموت لا بد أن يأتيكم ، لا بد أن تستعدوا قبل أن يأتيكم ، كما أكد يقوله إلا وأنتم مسلمون عن إلا مسلمين .