Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 1-3)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ الم غلبَتِ الرُّوم } ذرية روم بن يونان بن علجان بن يافث ابن نوح عليه السلام ، او روم بن يافان بن يافث ، او روم بن عيص بن اسحاق بن ابراهيم ، غلبهم فارس { في أَدْنى الأرْض } فى اقرب ارض الروم الى مكة ورجحه ابن حجر ، او فى أقرب أرض مكة ونواحيها الى الروم ، او فى اقرب ارض الروم او فارس ، لان الحرب وقعت بين اذرعات وبصرى ، وقال ابن عباس : فى الاردن وفلسطين ، وقيل : فى جزيرة ابن عمر تجرى هذه الاقوال على ما مرقبلها ، وعبارة بعض ادنى الارض ، قرب ارض الشام الى فارس ، وقيل : اذرعات ، وقيل : الاردن : وقيل : الجزيرة . { وهُمْ مِن بَعْد } متعلق بالفعل بعده { غَلبَهم } من بعد ان كانوا مغلوبين ، على ان الغلب مصدر من المبنى للمفعول مضاف الى نائب الفاعل ، او من بعد ان غلبهم فارس ، فهو مصدر مضاف للفاعل ، والاول اولى لمناسبة غلبت بالبناء للمفعول { سيَغْلبِون } تكون الروم غالبة لعدوهم فارس ، وقال : هم ، ولم يقل : ومن بعد غلبهم سيغلبون لتأكيد غلبتهم لفارس ، وقيل : ان هرقل عادل خائف لله تعالى لما راى فساد الفرس فى بلاده بالنهب والقتل تضرع الى الله ان ينجى الروم منهم ، فجئ اليه فى نومه ليلة بخسرو ، فى عنقه سلسة فقيل له : عجل بقتال برويز تنصر ، فعسكر من قسطنطينة الى نصبين فقابلهم خسرو باثنى عشر الفا ، مع امير فقتل هرقل منهم تسعة آلاف ، وهزموهم حتى ربطوا خيلهم بالمدائن . ويروى ان كسرى بعث الى اميره شهريا الذي ولاه على محاربة الروم ان اقتل اخاك فرخان لقوله : رايتنى في النوم جالسا على سرير كسرى ، فلم يقتله ، فراجع شهريار كسرى مرتين بعد الاولى ان فرخان يسعى فى صلاحك ، فكيف اقتله ، فبعث كسرى الى فارس ان عزلت شهريار ، وجعلت مكانه اخاه فرخان ، وامره بقتل اخيه شهريار ، فاطلع فرخان على ذلك المذكور من مراجعة شهريار كسرى ، بان لا يقتل فرخان فرد الملك لاخيه شهريار ، وكتب شهريار الى قيصر ملك الروم ، فتعاونا على كسرى فغلبوه . وقبل ذلك قتل الروميون سخهم ابنه بناطوس ، وهرب ابنه الاخر الى خسرو ، وقد مضى من سلطنة خسرو واربع عشرة سنة فبعث معه ، ثلاثة امراء مع عسكر عظيم ، فدخلوا الشام ، فاسروا من فلسطين وبيت المقدس من الاساقفة وغيرهم ، وارسلوا الى خسروا الصليب المدفون فى تابوت من ذهب ، واستولوا على الاسكندرية بلاد النوبة ، ووصلوا الى نواحى القسطنطينية ، وهذه غلبة الفرس للروم ، وهى الاولى ، والغلبة الثانية غلبة الروم لهم ، وكلتاهما على عهد خسرو .