Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 30, Ayat: 9-9)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أو لم يَسيرُوا } اتهاونوا بالامر ، فلم يسيروا للاعتبار بعد هذه المواعظ والدلائل المزعجة ، والاستفهام توبيخ ، او ابطال { في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة ، الذَّين من قبلهم } من الامم المهلكة كعاد وثمود ، يعنى ساروا وشاهدوا ، ولم ينتفعوا { كانُوا أشد منهم قوَّة } فهم اجمع الدنيا ، واقدر على التمتع بها { وأثارُوا الأرضَ } قلبوها للحرث والغرس ، واستخراج المعادن والمياه . { وعَمرُوها } بالنبات بالبناء { أكْثر ممَّا عَمرُوها } مما عمرها هؤلاء زمانا ، كما وكيفا ، او العمارة الاقامة فيها ، والسكنى وما تقدم هو من لوازمها والتفضيل على بابه ، فلا تهكم ان اريد الاقامة ، وعلى الاول يمكن التهكم باستخراج المعادن فقط ، بل ربما استخرج اهل مكة معدنا ، ولو حجر او ترابا مخصوصا ، فلا تهكم ، بل يجوز التفضيل بما لم يكن للمفضل عليه ، نحو زيد اكثر منك مالاً لك بقر ، وله غنم وبقر ، وكونهم بواد غير ذى زرع خائفين التخطف قصار الاعمار لا يخرجهم عما تحقق منهم من بناء وحرث وغرس وانتفاع بما ما . { وجاءتهم رسُلُهم بالبينات } الآيات المتلوة ، والمعجزات فكذبوهم فأهلكهم الله لتكذبيهم لا ظلما كما قال : ( فما كان ) الخ { فما كان الله ليظْلمَهُم } ليس اهلا للظلم والهلاك بلا جرم ظلم ، تعالى الله عنه ، وله اهلاك من شاء بما شاء ، من نار او غيرها ، ولا يون ظلما ، وانما الظلم ان يهلكهم اهلاك غضب وهجر ، واهلاك المطيع له اذا وافقه مع المغضوب عليهم واقع ، وليس اهلاكه واهلاكهم واحدا الا صورة ، ولا خلاف فى ذلك ، وان هلك المطيع بهلاكهم لعدم امره ونهيه ، فهو منهم لا من المسألة ، وقال الاشعرية : الاهلاك من غير جرم ليس ظلما ، لان الله تعالى مالك يفعل فى ملكه ما يشاء ، فان ارادوا غير ما ذكرت اخطأوا ، لان ذلك غير حكمة فلا يفعل في حكمه ما ليس بحكمة ، فلو ادخل المطيع النار ، والعاصى الجنة ، لم يكن ذلك حكمة ، { ولكن كانُوا أنْفُسهم } لا الرسل فالتقديم للحصر ، والفاصلة { يظلِمُون } بفعل موجب العذاب .