Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 31, Ayat: 16-16)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا بنيَّ إنَّها } اى القصة { إنْ تكُ مثْقال } فاعل تك ، ولا خبر لتلك ، وانت مثقال لانه بمعنى الزنة او الحسنة والسيئة ، او لاضافته لمؤنث وهو قوله : { حبةً } اى ما يساويها فى الثقل من حسنة او سيئة ، او المراد بالمثقال الموزون المتعارف به { من خَردل } حب معروف { فتكن في صَخْرة } فى داخلها { أو في السماوات } فى داخل احدى السماوات ، او المراد بالذات السماء السابعة ، لان ما فيها هو فيهن { أو في الأرض } اى فى داخلها ، ويحتمل الجنس الشامل لسبع ارضين على حد ما مر فى السماوات من التضمن ، او اراد السابعة ، والمقام للمبالغة ، فلا يبعد ان يراد اخفى موضع فى ذلك كمحدودب السماوات ، ومقعر الارض السابعة . ذكر الصخرة لمشاهدتها مع عسر الاخراج منها ، ثم السماوات لبعدها بالعلو ، وهى أشد امتناعا من الصخرة ، ثم كونه فى ظلمة بعض الارض لقوة الظلمة ، حتى لو حضر احد فى بطنها لم ير ما فيه ، فكيف وقد احتجب ، فذلك على سبيل الترقى ، والمراد مطلقة الصخرة لا صخرة تحت الارض عليها الارض ، ولا صخرة عليها بحر عليه نون ، والصخرة على ثور ، والثور على الثرى ، والماء اخضر لخضرة تلك الصخرة ، فانا لا نعلم صحة ذلك ، وخضر الماء انما هو لتراكمه ، وان كانت فلم اخضر الماء وحده منها ؟ ولم لا يخضر من فيه ؟ ولم كان يخضر وهو لا يقابلها . { يأت بها الله } يحضرها ويحاسب عليها فاعلها ، والمراد باحضارها المعبر عنه بالايتان بها اخبار فاعلها بها فيقر ، ومن زعم ان الافعال تجسم يوم القيامة ، فالاحضار على ظاهره الا انه ايضا يقر فاعلها بها ، او المراد نفس الحبة الممثل بها للحسنة والسيئة { إنَّ الله لَطيفٌ } دقيق علمه ، يدخل كل خفى { خَبيرٌ } عالم بكنه كل خفى ، او يعلم محل تلك الحبة المثل بها ، ويقال : هذه الكلمة اخر كلمة قالها ، فانشقت مرارته من هيئتها وعظمتها ، ومات ، ويروى انه لما وعظ لقمان ابنه بقوله : { يا بني إنها إنْ تك } الآية اخذ حبة من الخردل فالقاها فى عرض اليرموك واد بالشام ، ومكث ما شاء الله عز وجل ، ثم ذكرها وبسط يده لحاجة ، او طلبا لها فاقبل بها ذباب فوضعها فى راحته .