Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 31, Ayat: 17-17)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا بني أقم الصَّلاة } تكميلا لنفسك الناقصة ، فكمال الانسان بكمالها ، ونقصه بنقصها ، قيل قال له : اذا جاء وقت الصلاة فلا تؤخرها ، صلها واسترح منها ، فانها دين ، وصل فى جماعة ولو على راس زج { وأمُر } الناس { بالمعروف } عن ابى سعيد الخدرى : كل بلد فيها اربعة اهلها معصومون من البلاء : امام عادل ، او من يقول مقامه لا يظلمهم شيئا . وعالم على سبيل الهدى . ومشايخ يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، ويحرصون على تعليم العلم والقرآن . ونساء مستورات لا يتبرجن . قال الله عز وجل : { لولا ينهاهم الربانيون والأحبار } [ المائدة : 63 ] الخ قال عز وجل : { كنتم خير أمة } [ آل عمران : 110 ] الخ قال صلى الله عليه وسلم : " لتأمرون بالمعروف ولتنهن عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم " واذا كان الامر الناهى يقذف ويشتم ، او يضرب فتركهم افضل ، وان علم انه ان ضربوه او شتموه لم يصبر فتقع الفتنة ، فليتركهم ، وان علم من نفسه الصبر ، ولا يشكون فلا بأس ، وعمله عمل الانبياء ، وان علم انهم لا يغلبون ولا يخاف ضربا ولا شتما فالامر افضل . { وانْهَ } الناس { عن المُنْكر } تكميلا لغيرك وهما على العموم اولى من قول ابن جبير : المعروف التوحيد : المنكر الشرك ، ولعله اعتبر ان الاصل ذلك : او اراد التمثيل { واصْبر على ما أصابكً } من الشدائد والمحن من شدة إقامة الصلاة ، فان اقامتها شديد ، وانها لكبيرة الا على الخاشعين ، ومن مضار الناس عليك لأمرك ونهيك وعداوتهم لك على ذلك ، وشهر ان الاصابة على الامر والنهى ، وهو المتبادر وهو قول سعيد بن جبير . { إنَّ ذلك } اى الصبر على شدائده اقامة الصلاة ، وشدائد الامر والنهى ، او ان الصبر على الامر والنهى ، او على ما اصابك بهما او ان ما ذكر من نفس اقامة الصلاة والامر والنهى ، واشارة البعد فى كل ذلك لعلوه { من عَزم الأمُور } من قطع الامور : اى من الامور المقطوع بها من الله ايجابا ، ولم يجعلها ندبا او اختيارا منكم ، فعزم مصدر بمعنى مفعول من اضافة النعت الى المنعوت ، اى من معزومة الامور ، اى من الامور المعزومة من اهل الحزم السالكين طريق النجاة ، اى المعزوم عليه ، وقد قيل : العزم الحزم ، ويجوز ان يكن على الاسناد المجازى ، اى من عازمة الامور ، اى الامور العازمة كقوله تعالى : { فإذا عزم الأمر } [ محمد : 21 ] ويجوز تكون الاضافة بمعنى فى على غير الوجه الاخير ، والجملة تعليل لما قبلها : او مستأنفة للتاكيد ، وهو أولى .