Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 32, Ayat: 11-11)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قُل يَتَوفاكم مَلك المَوت } يأخذكم انسانا انسانا ، وجماعات جماعات ، فى مواضع متعدد متقاربة او متباعدة ، حتى يستوفى عدتكم ، وتكون وافية كاملة ، او يستكمل انفاسكم ، ولا يبقى نفسا بفتح الفاء ، ولا بعضها ، والمتوفى والقابض للروح الله عندنا ، لكن ملك الموت يباشر عصر الروح ، ولو شاء الله تعالى لانتقلت من موضع الى موضع ، فلم تخرج ، جاء : { الله يتوفى الأنفس } [ الزمر : 42 ] وبه نقول ، وجاء : { توفته رسلنا } [ الأنعام : 61 ] وجاء : { تتوفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم } [ النحل : 28 ] نسب الله التوفى الى الملائكة ، لانهم مباشرون ، قيل : لملك الموت اعوان ، حتى قيل : ان المراد بملك الموت يتوفاه الله ، وبعضا يتوفاه غيره ، كما روى حديثا ، وجاء : " إن ملك الموت موكل بتوفي الأرواح وقبضها إلاَّ شهداء البحر ، فإن الله يقبض أرواحهم " رواه ابن ماجه عن أبى امامة ، وجاء فى خبر : " إن ملك موت الانسان غير ملك موت الجن والحيوانات " . وعن ابن عباس للناس ملك ، وللجن ملك ، وللشياطين ملك ، ولسائر الحيوان ملك ، ويقبض ملك الموت الملائكة يوم القيامة ، ويأمره الله بالاضطراب بين الجنة والنار ، فيموت ، وهو الذي يقبض ارواح الحور والولدان ان قلنا بوجودهم الان ، وعكس بعض قومنا ما قلنا وقال : المتوفى القابض هو الملك ، واذا نسب الى الله فلان ذلك بأمره ، ولان افعال العباد مخلوقة لله عز وجل ، وجاء : ان الملائكة يعالجون الروح ، اذا قرب خروجها قبضها ملك الموت ، والصحيح وعليه الجمهور ان ملك الموت عزرائيل وحده يتلقى الارواح كلها ، اعطاه الله قوة على ذلك ، ومعنى قوله : { الَّذي وُكِّل بكُم } جعل عليكم رقيبا يتلقاكم ، ويعرف آجالكم ، دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الانصار يعوده ، فاذا ملك الموت عند رأسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يا ملك الموت ارفق بصاحبي فإنه مؤمن " فقال : أبشر يا محمد فانى بكل مؤمن رفيق ، وعلم يا محمد انى لاقبض روح ابن آدم فيصرخ اهله ، فاقوم فى جانب من الدار فأقول : والله ما بى من ذنب ، وان لى لعودة وعودة ، الحذر الحذر ، وما خلق الله تعالى من اهل بيت مدر ولا شعر ولا بر فى بر ولا فى بحر الا وانا أتصفحهم فيه كل يوم وليلة خمس مرات ، حتى انى لاعرف صغيرهم وكبيرهم منهم ، والله يا محمد انى لا اقدر ان اقبض روح بعوضة حتى يأمرنى الله تبارك وتعالى { ثم إلى ربكُم تُرجَعون } بالبعث للجزاء بعد ذلك التوفى او بعد لقاء ملك الموت والقبر ما فيه .