Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 32, Ayat: 12-12)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولو ترى } يا محمد ، او يامن يصلح للرؤية مطلقا ، لان حالهم الفظيعة لا تخفى ، فلا يختص بها راء دون راء ، ولا يختص باستغرابها والتعجب منها احد حال نكس رؤسهم ، وقولهم : { ربنا أبصرنا } الخ حتى ان المراد صدور الرؤية ، هكذا كاف فى ذلك ، ولا يقدر لها مفعول ، وجواب لو محذوف يقدر بعد موقنون ، اى أرايت ما لا يوصف ، او لو للتنمية او للترجية ، ويجوز تقدير المفعول لترى ، اى ولو ترى نكس المجرمين رءوسهم { إذْ المُجْرمُون } القائلون : إأذا ضللنا او المجرمون مطلقا فيدخل هؤلاء { ناكسوا } مطرقوا الى الارض { رءوسهم } من الحياء والذل { عنْد ربَّهم } حين الحساب ، لظهور قبائحهم عند انفسهم وعند كل من يراهم ، ولا احد يعذرهم او يستحسنها ، كما وجدوا فى الدنيا من انفسهم ومن غيرهم استحسانا . { ربنا أبْصَرنا وسَمِعْنا } مفعول لخبر ثان مقدر ، اى قائلون : ربنا الخ ، اى شاهدنا الحق الان بأبصارنا واسماعنا ، وليس الخبر كالعيان ، وابصرنا وسمعنا الان ، ومن قبل كنا عميا وصما ، ولا مفعول لهما ، او ابصرنا الان البعث الذى ننكره فى الدنيا ، وسمعنا تصديقك لرسلك الان ، او ابصرنا البعث ، وأذعنا الان لقول رسلك ، او ابصرنا قبح اعمالنا ، وسمعنا قول الملائكة ان مردكم الى النار { فأرجعِنا } الى الدنيا { نَعمْل } بأسماعنا وأبصارنا وأفئدتنا { صالحاً } من التوحيد ، وما يقتضيه من البعث وغيره واداء الفرائض { إنا مُوقنُون } تاكيد على طريق التعليل ، او استئناف التاكيد ، ولذلك لم يقل وآمنا ، وقدر بعضهم : أبصرنا رسلك فى الدنيا ، وآياتك ، وسمعنا كلامهم ، وآياتك المتلوة ، فلك الحجة علينا ، وهو ضعيف لان ثبوت الحجة لله تعالى ينافى الرجوع الى الدنيا .