Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إذْ } بدل كل من إذ ، او متعلق ببصيرا او بتعلمون { جاءوكم من فوقِكُم } من اعلى الوادى ، ونسبة الفوقية اليهم للملابسة ، وانما الفوقية لبعض الوادى على بعض ، او يقدر من فوق واديكم ، والذين جاءوا منه غطفان ، ومن تابعهم من اهل نجد ، وبنو قريظة وبنو النضير { ومن أسفل منْكُم } مثل الذى قبله ، وذلك من قبل المغرب ، والذين جاءوا منه قريش ومن تابعهم من الاحابيش وبنى كنانة ، واهل تهامة ، وقيل من فوق بنى قريظة ، ومن اسفل قريش واسد وغطفان وسليم ، او المراد بالجهتين الاحاطة من كل جانب كقوله تعالى : { يغشاهم العذاب من فوقهم ومن تحت أرجلهم } [ العنكبوت : 55 ] . { وإذْ } عطف على إذ { زَاغَت } مالت عن منظرها حيرة ، وعن كل شئ الا عدوها { الأبصار } العيون { وبلَغَت القُلُوب الحَنَاجر } خافوا خوفا شديداً معبرا عنه ببلوغ الحناجر ، اذ لو تحركت عن موضعها لماتوا فيما قيل ، وقيل : القلب يندفع عند الغضب ، وعند الخوف يجتمع ، ويلتحق بالحنجرة ، فان سدها مات صاحبه اذ لا يقدر على التنفس ، وقيل : تنتفخ الرئة من شدة الفزع والغضب والغم ، فيرتفع القلب بارتفاعها الى الحنجرة ، قال قتادة : تحركت عن مكانها ، ولولا ضيق الحنجرة لدخلتها ، روى احمد ، ابى سعيد الخدرى : هل من شئ نقوله فقد بلغت القلوب الحناجر ؟ قال : " نعم اللهم استر عوراتنا ، وآمن روعاتنا " فهزموا بالريح والجنود كما فى الآية . { وتظنُون بالله الظنونا } خطاب لكل من يظهر الايمان ، الظن يصلح للقليل والكثير ، لانه مصدر الا انه جمع دلالة به على الانواع المختلفة : فمنها ظن المخلصين ان ينصرهم الله مع ذلك الهول ، كما قالوا : { هذا ما وعدنا الله } [ الأحزاب : 22 ] الآية على ما سيأتى . ومنها ظن المخلصين ان يمتحنهم فلا يتحملون ، فيزلوا وذلك لا ينافى الاخلاص . ومنها ظن المنافقين ان محمدا وأصحابه يستأصلون . ومنها ظن المؤمنين النصر على الكفار من غير ان يكون لهم استيلاء عليهم ، اولاً . ومنها ظن المؤمنين ان ينصر العدو عليهم ، ثم ينصروا عليه . ومنها ظن المؤمنين ان العدو يستأصل المدينة فترجع الجاهلية ، يخطر لهم هذا عجلة على طبيعة البشر عند الشدة مع علمهم بوعد النصر ، ولا يعاقبون لضرورة الطبع . ومنها ظن المؤمنين النصر بدون ان ينال العدو منهم شيئا . ومنها ظن المؤمنين النصر بعد ان ينال منهم ، او بعض ظن شيئا وبعض شيئا آخر . والمتبادر ان الخطاب للمؤمنين وحدهم ، كما استأنف للمنافقين بقوله : { وإذ يقول } [ الأحزاب : 12 ] والعطف على { زاغت الابصار } او على { بلغت } الخ فمقتضى الظاهر : وظننتم ، فالمضارع لاستحضار ظنهم الماضى بمضارع الحال . والوقف على الف الظنونا لثبوتها فى الامام ، وتثبت ايضا فى الوصل قلت : يجب الوقف ، ولا يجوز الوصل لانها قرئت الفا ، وكتبت كما قيل فى اقتده ، ثم رأيته لأبى عبيد ، وكذا السبيلا ، والرسولا ، وحذفها ابو عمرو وصلا ووقفا ، وحذفها ابن كثير والكسائى وحفص وصلا .