Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 9-9)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ يا أيها الَّذين آمنُوا اذكُروا نعمْة الله عليْكم } حال من نعمة بمعنى نفس الشئ المنعم به ، او متعلق به على المعنى المصدرى ، اى الانعام عليكم ، كذا قوله : { إذْ جاءتكم جُنودٌ } او متعلق بمحذوف حال من المستتر فى عليكم ، اذا جعلنا عليكم حالا او خارج عن الظرفية الى معنى المفعول ، على انه بدل من المفعول به ، وهو نعمة بدل اشتمال ، ووقت مجئ الجنود وقت الاحزاب ، وهم قريش يقودهم ابو سفيان ، وبنو اسد بطليحة ، وغطفان بعيينة ، وبنو عامر بعامر بن الطفيل ، وبنو سليم بابى الاعور السلمى ، وبنو النضير بحيى بن اخطب ، وابناء ابى الحقيق ، وبنو قريظة بكعب ابن اسد ، كان بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم عهد فنبذه بما فعل حيى من السعى ، وهم عشرة آلاف او اثنا عشر او تسعة عشر اقوال . سمع صلى الله عليه وسلم بهم فأحاط المدينة بخندق باشارة سلمان الى ما يفعلون بفارس ، امر صلى الله عليه وسلم بأربعين ذراعا لكل عشرة ، وعسكر صلى الله عليه وسلم بثلاثة آلاف ، وجعل النساء والذرارى فى الاطام ، ومضى قريب من شهر لا حرب الا بنبل وحجارة ، وبينهم الخندق ، واقحم عمرو بن عبد ود ، وكان يعد بألف فارس ، وعكرمة بن ابى جهل ، وضرار بن الخطاب ، وهبيرة بن ابى وهب ، ونوفل بن عبدالله وجده ، ومنبه بن عثمان بن عبدالدار ونحوهم ، خيولهم من مكان ضيق ، فدخلت فأخذه على ونفر ، وقتل عمرا وقتلوا منبه بن عثمان ونوفلا وجد نوفل فى الخندق اذ هربوا بالحجارة ، اذ قال جده اولى من هذا ان ينزل الى بعضكم ، فأقاتله فنزل اليه الزبير بن العوام فقتله ، وقيل : طعنه على فى ترقوته حتى اخرجها من مراقه ، ومات فاشتروا جيفته بعشرة آلاف ، فقال صلى الله عليه وسلم : " هى لكم لا نأكل ثمن الموتى " وسيأتى انه قتل من الاحزاب اربعة ، ومن المؤمنين ستة ، وأنزل الله النصر كما قال : { فأرسْلنا عليْهم ريحاً } ريح صبا باردة فى ليلة { وجنودا } ملائكة الفا { لم تَروْها } ابردتهم الريح ، وسفت التراب فى وجوههم ، وقلعت الملائكة الاوتاد ، وقطعت الاطناب ، واطفأت هى والريح النيران ، وكفأت القدور ، وماج بعض الخيل فى بعض ، وكبرت الملائكة فى جوانب العسكر ، فقال طلحة بن خويلد : بدأكم محمد صلى الله عليه وسلم بالسحر النجاء النجاء ، ودنا حذيفة منهم ليأتى بخبرهم ، فما وجد الريح جاوزتهم شبرا ، ورأى رجلا ادهم ضخما يقول ليده على النار ، ويمسح خاصرته ويقول : الرحيل لا مقام لكم ، قال والله انى لأسمع ضرب الحجارة فى رحالهم ، وضرب الريح لهم ، فرجعت الى النبى صلى الله عليه وسلم ، ولما بلغت نصف الطريق اذا بأربعين فارسا متعممين فقالوا اخبر صاحبك ان الله تعالى كفاه القوم ، وهم ملائكة . { وكان الله بمَا تعمْلونَ } من حفر الخندق ، وترتيب مبادئ الحرب ، والتجائكم الى الله تعالى ، ورجائكم من فضله ، وزلزال المؤمنين لا ينافى ارادة اعلاء الدين ، والالتجاء اليه تعالى ورجاء فضله ، وايضا التزلزل حادث بل يأتى تفسيره ان شاء الله { بصيرا } ولذلك نصركم .