Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 18-18)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ قد يعلمُ الله المُعوِّقين } المعطلين للناس عن اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم { منكُم } حال من أل او من المستتر فى معوقين { والقائلين لإخْوانِهِم } فى الكفر ، فالفريقان كفار { هَلمَّ } اسم فعل بمعنى اقبلوا او قربوا انفسكم ، فحذف مفعوله { إلينا } كان عبدالله بن أبى ، ومتعب بن قشير ، ومن معهما ممن رجع من الخندق من المنافقين اذا رأوا منافقا او من ضعف ايمانه قالوا له : ويحك اقعد ولا تخرج ، او هلم الى رأينا او الى موضعنا البعيد عن وصول السهام ، فذلك تعويق ، ويكتبون الى اخوانهم فى العجلة او بالنسب فى الاحزاب او الى الاحزاب مطلقا لأخوة فى الدين اقبلوا فانا قد خذلنا محمدا وننتظركم ، فهذا قول هلم ، او الاخوان الاخوة فى النسب ، وهم مسلمون والمعوقون والقائلون هلم كفار ، كان المنافقون يقولون للمخلفين من اهل المدينة اقعدوا ما محمد واصحابه الا اكلة رأس بفتح الهمزة والكاف جمع آكل اى عدد قليل يكفيهم راس ، او بضم الهمزة واسكان الكاف ، اى مقدار رأس مأكول لو كانوا لحما لأكلهم ابو سفيان واصحابه . وعن ابن زيد انصرف رجل من الخندق الى اخيه الشقيق ، فوجد عنده نبيذا وشول فقال : انت ها هنا ، ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين الرماح والسيوف ، فقال : هلم الىّ فقد احيط بك وبصاحبك ، والذى يحلف به لا يستقبلها محمد أبدا ، اى لا يرجع الى المدينة ، فقال : كذبت ، والذى يحلف به لاخبرنه بامرك ، فرجع فوجد جبريل قد نزل بهذه الآية ، فالاخوة اخوة النسب ، والعائق والقائل وللقائل هلم كافر ، والجمع لان له اعوانا راضين بقوله لهم : اخوان مسلمون يقولون لهم مثل ذلك ، او يصوبون القول لهم ، وتحتمل الآية ذلك كله ، وقيل : المعوقون والقائلون اليهود واخوانهم المنافقون من اهل المدينة ، فالاخوة فى الكفر والجوار وهذا مردود بقوله تعالى : { ولا يأتون } الخ عطف على صلة أل ، وهى قائلين فما بعدها اجزاء لها { البأس } الحرب { إلا قَليلاً } زمانا قليلا ، او إتيانا قليلا ، او بأسا قليلا ، فان اليهود لا يقتلون من جهة النبى صلى الله عليه وسلم كثيرا ولا قليلا ، وإنما ذلك شأن المنافقين ، لا يأتون الحرب الا ان لم يجدوا بداً من اتيانها ، وايضا اذا جاءوا ورأى الناس وجوههم رجعوا اذا وجدوا الغفلة ، ولا يحضرون البأس الكثير ، ويعتذرون فيه بما وجدوا ، او اتيان البأس القتال ، اى لا يقاتلون ، الا قتالا قليلا كقوله تعالى : { ما قاتلوا إلا قليلا } [ الأحزاب : 20 ] بل يكفون ايديهم ويكونون من وراء .