Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 32-32)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يا نساء النَّبي لستُنَّ كأحَدٍ من النِّساء } ليست احداكن كشخص من الناسء غيركن من اهل زمانكن او بعده ، لا تساوى امرأة من غيركن امرأة منكن ، لشرف الزوجية لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأمومة المؤمنين ، والتقدير : ليست احداكن كما قال كأحد ، وإنما لم يؤنث لان المراد كشخص احد بتنوين شخص ، ونعته بأحد او أحد بمعنى جماعة فيقدر مضاف ، اى من جماعات النساء ، فالمعنى ليست جماعتكن كجماعة من جماعات النساء ، كما استعمل للمتعدد فى قوله تعالى : { لا نفرق بين أحد } [ البقرة : 136 ] اذا لم تقدر بين أحد وأحد ، ولا يعترض على الوجهين بفاطمة ، فإن كل واحدة من نسائه صلى الله عليه وسلم افضل منها فى جهة ، وفاطمة افضل فى اخرى ، فان كل واحدة افضل من جهة الزوجية والامومة ، وفاطمة افضل من جهة انها بضعة من النبى صلى الله عليه وسلم . وذكر الرضى ان همزة أحد عن واو فى كل موضع ، وقال الفارسى ان المستعمل فى النفى العام همزته اصل مختص بالعاقل ، وإن غيره عن واو . { إن اتَّقيتُنَّ } حذرتن مخالفة حكم الله ورضا رسوله صلى الله عليه وسلم ، والاتقاء موجود منهن فالمراد بالشرط المبالغة فى التحضيض كأن الحاصل غير موجود ، او يقدر ان دمتن ، او ينزل وجوده كالعدم تيزيلا لميلهن الى الدنيا فى سؤالهن له صلى الله عليه وسلم التوسعة كالملوك ، منزلة الخروج من التقوى ، لعظم شأنهن ، سواء فى هذه الاوجه جعلناه قيدا لليسية المغنية عن جوابه ، كما هو الظاهر ، ولا تخضعن تفريعا ، ام جعلنا جوابه فى قوله : { فلا تَخْضعَن } للاجانب من الرجال { بالقًول } لا تلن به ، بل غلظنه حفظا لحرمته ، وذلك من محاسن النساء ، وهكذا السنة الى الآن { فَيَطمَع } فيكن { الَّذي في قلبه مَرضٌ } حب الزنى { وقُلن قولاً مَعْروفاً } فى الشرع لبعده عن الربية والاطماع ، وعن تمريض القلوب بالمبالغة فى التغليظ . وقال الضحاك : قولا عنيفا فيكون تفسيرا للنهى عن الخضوع بالقول ، ولكن كيف يكون العنف معروفا فى الشرع ، ولم يتقدم قبل ما هنا انه معروف ، والتفسير بقول اذن لكن فيه هكذا على الاطلاق ، او بذكر الله ، وما يحتاج اليه من الكلام خروج عن المقام ، بقى ما اذا لم تلن المرأة ، ولم تغلظ الجواب ، ان نفس الرجل مائلة الى المرأة ، فاذا لم تغلظ عده ليناً ، فهى تعتاد الغلظة لكل رجل ، لئلا توافق من فى قلبه مرض ، او من ليس فى قلبه ، فإنها تخاف ان يجلب اللين المرض اليه ، ولا بأس ان تلين لمن لا اشتهاء له .