Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 48-48)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ولا تُطع الكافرين والمنافقين } دُم على ما أنت عليه من عدم إطاعتهم ، أو ذلك نهى عما يكون فى الطبع أو الغفلة من إلانةٍ ، فعدها الله عليه بأنها كاطاعتهم ، أو ذلك على طريق الالهاب ، أو المراد المؤمنون كقولهم : إياك أعنى واسمعى يا جارة ، أو الخطاب لكل من يصلح له . { وَدَع أذاهُمْ } اطرح عن قلبك الأذى الذى يؤذونك به بسبب تبليغك إليهم ، كقوله تعالى : { وأمر بالمعروف وانه عن المنكر واصبر على ما أصابك } [ لقمان : 17 ] وقد مرت فالأخرى مضاف الى الفاعل ، أى على إيذائهم إياك ، وعن مجاهد والكلبى : اترك أن تؤذيهم ، فالإضافة الى المفعول ، وفيه أنه صلى الله عليه وسلم بعيد عن أن يؤذيهم ، فالنهى عن أن يؤذيهم بعيد ، وكذا أصحابه ، وإن أريد بالإيذاء القتال ، ثم ينسخ تركه بعد فيعيد أيضا لأنه لم يعرف تسمية القتال إيذاء ، فلا يتم أيضا أن يراد اطرح عن قلبك حب إيذائهم أى حب قتلهم . { وتوكل على الله } فى أمر الدين والدنيا { وكفى بالله وكيلاً } أى موكولا اليه ، ولم يقل وكفى به للتأكيد ، قال عطاء بن يسار ؟ قلت لعبد الله بن عمرو بن العاص : أخبرنى عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : والله إنه لموصوف فى التوراة ببعض صفته فى القرآن : يا أيها النبى إنا أرسلناك شاهداً أو مبشرا ونذيرا وحرزا للأميين أنت عبدى ورسولى ، سميتك المتوكل لست بفظ ولا غليظ ولا صخَّاب فى الأسواق ، ولا تدفع بالسيئة السيئة ، ولكن تعفوا وتصفح ، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، ويفتح به أعينا عميا ، وآذانا صماً ، وقلوبا غلفا ولفظ البخارى وأحمد : وحزرا للمؤمنين ، اللهم إلا أن يكون فى ذلك أو هذا التغيير من الناسخ .