Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 33, Ayat: 57-57)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إنَّ الَّذين يؤذُون الله ورسُوله } الإيذاء الإيجاع ، والله منزه عنه فإما أن تستعمل الكلمة فى معنييها الحقيقى والمجازى الإيجاع له صلى الله عليه وسلم ، والمخالفة له تعالى ، لأنها فى الجملة سبب للوجع ، وملزومة له ، وإما أن يحمل على عموم المجاز ، وهو فعل ما لا يجب الله ورسوله ، وقد قيل ، تعدد المعمول بمنزلة تعدد العامل ، كأنه قيل : يوجعون الرسول ، ويخالفون الله ، وهذا يقوى ما ذكرت من الجمع بين الحقيقة والمجاز . وإما أن يراد الرسول فقط وذكر الله تعظيما له صلى الله عليه وسلم ، كأن مؤذيه مؤذ لله تعالى عن هذا المستحيل وغيره ، وإما أن يقدر يؤذون أولياء الله ورسوله ، وفيه ضعف ، وكل ما يؤذى الله يؤذى رسوله ، وما يؤذيه صلى الله عليه وسلم يؤذى الله تعالى وهو المعصية مطلقا ، ويجوز إرادة المناسبة بأن إيذاء الله تعالى جعل الشريك له ، وجعل الملائكة بناته ، وقول اليهود : يد الله مغلولة ، والنصارى : المسيح ابن الله ، وإلحاد الملحدين فى اسمائه ، وتصوير المصورين . وفى الحديث القدسى : " يكذبني ابن آدم ولم يكن له ذلك ، يقول : لن يعيدني وما بدأه بأهون من إعادته ، ويشتمني ولم يكن له لك يقول : اتخذ الله ولداً وأنا الأحد الصمد الذي لم يولد ولم يكن له كفواً أحد " ويروى : " من أظلم ممن ذهب يخلق كخلقى فليخلقوا ذرة أو حبة أو شعيرة " وروى : " يؤذينى ابن آدم بسب الدهر وأنا الدهر بيدى أقلب الليل والنهار " أى ينسبون الأمور للدهر ، وأنا الفعال لا الدهر . وإيذاء الرسول تكذيبه ، وقولهم : شاعر ومجنون وساحر حاشاه . وكسر رباعيته ، وشبح وجه فى أحد ، والطعن فى نكاح صفية بنت حيى ، وفى تزوجه زوج متبناه ، وإعطاءه أشراف العرب كثيرا والأفرع وعيينة مائة مائة من الإبل ، حتى قالوا : هذه قسمة ما أريد الله تعالى بها . { لَعَنَهُم الله } أبعدهم { في الدُّنيا } عن الهدى { والآخرة } عن الجنة يبقى لعلهم لا ينالونها ، بل يموتون أو يحيون فى غير النار ، فقال : بل يحيون فى النار وهو قوله تعالى : { وأعدَّ لهُم عذاباً مُهيناً } فى الآخرة .