Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 67-67)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقالُوا } تارة لا قولا مستمرا ، ولذلك ولتحقق الوقوع كان بصيغة الماضى ، وذلك للتشفى من كبرائهم وساداتهم الموقعين لهم فى هذا المورد الوخيم لا لرجاء الخلاص ، ألا ترى الى قولهم : { ربنا آتهم ضِعْفين من العذاب } [ الأحزاب : 68 ] { ربَّنا إنا أطعْنا سَادتَنا } أمراءَنا وملوكنا المتولين لأمر العامة { وكبراءنا } رؤساءنا الذين دونهم ، الذين أخذنا عنهم فنون المعاصى والاشراك ، وذلك مقابلة لقولهم : { يا ليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا } [ الأحزاب : 66 ] قابلوا الله عز وجل بساداتهم ، والرسول بكبرئهم ، وذكروهم فى مقام الهوان والتحقير بالسيادة والرياسة ، الواقعين فى الدنيا تقوية للاعتذار بأنهم قادرون علينا ، يصرفوننا حيث أرادوا ، والآية فى أهل الشرك ، وفيها زجر لأهل التوحيد عن طاعة أميرهم فى المعصية فعن نافع ، عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب أو كره ما لم يؤمر بمعصية فاذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة " . وروى أنه صلى الله عليه وسلم أمَّر رجلا على جيش وغضب عليهم ، فأوقد نارا فقال : ادخلوها ، فأراد بعض ان يدخلها ، وقال بعض : لا إنما فررنا منها ، فقال صلى الله عليه وسلم : " لو دخلوها ما خرجوا منها أبدا لا طاعة لمخلوق فى معصية الله إنما الطاعة فى المعروف " . وعن أيوب بن خالد عنه صلى الله عليه وسلم : " سيكون عليكم بعدى أمراء يعملون ما ينكرون ويأمرونكم بما لا يعلمون أولئك لا طاعة لهم " وروى : " لا طاعة لمخلوق فى معصية الخالق " وعن ابن عباس عنه صلى الله عليه وسلم : " من رأى شيئا يكرهه فليصبر فانه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات موتة جاهلية " والمعنى يصبر ولا يطيعه فى المعصية ، وينهاه إن قدر وإلا جاز له المقام معه ، ولا يعينه ، وإن كان قتاله يجر الى شر من ذلك ، فلا يقاتله . وقدموا ذكر السادات لأنهم أقوى ، والمالكون على الكبراء ، وذلك أولى من أن يقال هم نوع واحد ، يقال لهم : سادات وكبراء ، أو متصفون بالسيادة والكبر ، السادة جمع سيد شذوذاً ، لأن فعيلا لا يجمع على فعلة ، فأصل سيد سويد ، قلبت الواو ياء وأدغمت فى الياء ، وأصل سادة سودة بفتح الواو قلبت ألفا لتحركها بعد فتح ، وإن كان جمعا لسائد المقدر فشاذ أيضا ، لأن فعلة لا يكون جمعا لفاعل المعل ، أو سادة اسم جمع . { فأضلُّونا } صيرونا بوسوستهم بالكفر ضالين عن اتباع السبيل الحق ، سبيل الله ورسوله كما قال : { السَّبيلا } الواضح والف الرسولا والسبيلا للاطلاق ، والوقف عليها لا بحذفها ، واسكان ما قبلها على الصحيح ، وانما عدى لاثنين لتضمنه معنى صيرونا مخالفين السبيل ، وهذا أولى من ادعاء أن السبيل منصوب على نزع عن .