Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 33, Ayat: 73-73)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ليعذب الله المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات } اللام للعاقبة متعلقة بحملها ، وإنما قلت ذلك لأن الانسان لا يقصد بحملها التعذيب ، ويجوز أن تكون للتعليل متعلقة بعرضنا ، أى عرضناها حتى أفضى العرض الى قبول الانسان لها ليعذب ، أو بمحذوف أى فعلنا ذلك ليعذب ، وأظهر لفظ الجلالة بعد التكلم فى عرضنا للتهويل ، وقدم المنافقين والمنافقات ، علىالمشركين لأن المراد بهم من أظهر التوحيد وأضمر الشر : وهو الذى فى الدرك الأسفل من النار ، لا من فعل كبيرة ، ووجد بقلبه ولسانه المسمى أيضا فى عرفنا منافقا ، وهذا أيضا يدخل النار إن أصر . { ويتُوبَ اللَّهُ على المُؤمنين والمؤمنات } يرجع إليهم بالثواب ، أو التوفيق إذ خروجهم عن الأمانة أحيانا لإعراض الله عنهم ، أى كراهته لذلك الخروج ، وقبول توبتهم ترك للأعراض { وكانَ الله غَفُورا رحيما } إذ غفر ذنوبهم ، وأثابهم بالنجاة من النار ، والفوز بالجنة ، ومما يحض على ترك الذنوب ما روى عن سعيد بن جبير ، أن الموتى لتأتيهم أخبار الأحياء ، فما من أحد له قريب إلا ويأتيه خبر أقاربه ، فان كان خيرا سرّ به وفرح ، وإن كان شر عَبَس له وحزن . وقال عن أبى الدرداء : اللهم إنى أعوذ بك أن أعمل عملا تخزى به أمواتى ، وقال وهب بن منبه : إن الله تعالى بنى داراً فى السماء السابعة يقال لها البيضاء ، تجتمع فيها أرواح المؤمنين ، فاذا مات الميت من أهل الدنيا تلقته الأرواح فيسألونه عن أخبار الدنيا ، كما يسأل الغائب أهله إذا قدم من سفر عليهم رواه أبو نعيم . قال : وروى أن الأموات يسألون القادم عليهم عن أهل البيت كلهم ما فعل فلان ، وهل تزوج فلان ، أو تزوجت فلانة ونحو ذلك ، ومما يحض على ترك الذنوب : عرض الأعمال على الله عز وجل وتعالى وعلى النبى صلى الله عليه وسلم ، وعلى المؤمنين يا أرحم الراحمين أرحمنا . وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم .