Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 34, Ayat: 29-30)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ويقُولُون } استهزاء بألسنتهم كما هو المتبادر الأصل لا بالحال ، والمضارع للتجدد كما هو المتبادر لا للاحضار والمشاهدة ، وأن الأصل قالوا كما قيل ، والعطف على كل حال على لا يعلمون ، والقائلون بعض المشركين المعاصرين له صلى الله عليه وسلم لا أكثر الناس مطلقا اذا قلنا القول بلسان المقال ، وان قلنا بلسان الحال فالمشركون مطلقا ، ولم يعطف بالفاء لأنه ليس المراد التفريع على انتفاء العلم ، بل الإخبار باتصاف أكثر الناس بانتفاء العلم ، وبالقول لما ذكر بعد ، سواء جعلنا القول حاليا أو لسانيا أو إياهما أو بعضا حاليا وبعض لسانيا ، لا كما قال بعض المحققين : لم يعطف بالفاء لأن المقصود حالى أو لسانى ، فان كونه كذلك لا يمنع التفريع ، ولا كما قيل : لم يعطف بالفاء لأن المراد أنهم يقولون لفرط تعنتهم ، فان فرطه لا يمنع التفريع ، وقيل : لم يعطف بالفاء لظهور معناها فيه ، فالتفريع مستفاد بلا فاء ، وإن الحامل فرط الجهل ، وقيل : لأن القائلين قوم آخرون لا عين الموصوفين بأنهم لا يعملون . { مَتَى هذا الوَعْد } الموعود بالتبشير والإنذار ، أو بالجمع بيننا والفتح { إن كُنْتم صادقين } يا محمد وأصحابه ، ولو لم يذكروا لأنهم قائلون بقوله . { قُلْ } فى إجابتهم { لَكُم مِيعادُ يَومٍ } يوم القيامة ، وقيل : يوم موتهم ، وقيل : يوم بدر مصدر ميمى بوزن صيغة المبالغة للتأكيد باق ، أو بمعنى مفعول وأضيف لليوم ، لأنه يظهر فيه ، وقدر بعض مضافا أى وقوع وعد يوم ، أو إنجاز وعد يوم ، ويجوز أن يكون اسم زمان ميميا بالاضافة للبيان ، كما يدل له قراءة تنوين ميعاد ورفعه ، ورفع يوم وكونه بدل اشتماله لميعاد برفعهما وتنوينهما ، خلاف الأصل ، وأيضا يحوج الى تقدير رابط ، أى يوم له ، وكذا تقدير ميعاد يوم ، على ابدال ميعاد من ميعاد بدل كل ، وتنكير يوم للتعظيم ، سألوا عن تعيين الوقت ، وأجيبوا بابهام ، فليس من الأسلوب الحكيم لأنه أن تجيب بالأليق معرضا عن كلام السائل ، فان ما بعد هذا من نفى التأخير والتقديم من أوصاف ذلك اليوم المجاب به ولا بيان الحالهم فيه { لا تستأخرون عنه } عن اليوم أو الميعاد ، والجملة نعت أحدهما { ساعةً } اذا فاجأكم أو جاءكم { ولا تَسْتقدمُون } عنه ساعة قبل مجيئه .