Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 35, Ayat: 28-28)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ومن النَّاس والدَّوابِّ والأنعام مُخْتلف ألْوانه } فريق من كل تلك الأنواع مختلف مع الفريق الآخر من النوع الواحد ، فمن الناس فريق مختلف مع الفريق منهم ، ومن الدواب فريق مختلف مع الفريق الآخر منها ، وكذلك الأنعام ، وكذلك كل فريق متعدد من النوع الواحد ، مختلف مع الآخر منه ، وكذا كل نوع مخالف لنوع الآخر كالناس مع الدواب ، أو مع الأنعام ، كذا كل فرد مع فرد من نوع واحد ، أو نوعين أو أنواع ، وكل ذلك داخل فى الآية ، ويجوز اطلاق الفريق على الفرد باعتبار مباينته للفرد الآخر فصاعدا ، والمراد بالدواب سائر ما يدب غير الناس والأنعام من الحيوانات الانسية الوحشية { كذلك } اختلافا ثابتا كذلك الاختلاف المذكور للثمرات والجبال . { إنَّما يَخْشَى الله مِن عِباده } خوف إجلال { العُلماءُ } قدم لفظ الجلالة ليتسلط الحصر على العلماء ، وهو المراد ، أى ما يخشاه إلا العلماء ، ولو أخر لكان المعنى لا يخشى العلماء إلا الله ، وليس مرادا ، ولو صح فى الجملة كقوله : { ولا يخشون أحداً إلا الله } [ الأحزاب : 39 ] وساغ حصرها فى العلماء ، لأن المقصود بها الخشية التامة ، والمراد بالعلماء العالمون بحق الله ، المذعنة له جوارحهم وقلوبهم ، لا مطلق علماء علم الكلام ، وعلم الفقه ، وعلم الآلة ، وعن ابن عباس : العلماء بجبروتى وعزتى وسلطانى ، فهم أشد تعظيما له ، وقد قيل : نزلت فى الصديق رضى الله عنه ، وقال موسى عليه السلام : " يا رب أى عبادك أحكم ؟ قال : الذى يحكم للناس كما يحكم لنفسه ، قال : يا رب أى عبادك أغنى ؟ قال أرضاهم بما قسمت له قال : يا رب أى عبادك أخشى : قال أعلمهم بى " . { إن الله عزيزٌ غفُورٌ } تعليل جملى للخشية ، فهم يخشونه خوفا من عقابه لعزته تعالى ، وطمعا لغفرانه لسعة رحمته ، ولو كان الحصر افراديا بأن فتحت الهمزة لكان الحصر فيه أى ما خافوه إلا لأنه عزيز غفور ، ولم تفتح بل كسرت .