Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وسواءٌ عليْهِم أأنْذرتَهُم أم لم تُنْذرهم } عطف على { فهم لا يبصرون } [ يس : 9 ] فيجرى عليه من التفريع أو السببية ما جرى عليه ، أو عطف على جعلنا من بين أيديهم سدا عطف اسمية على فعلية ، أو على أنا جعلنا بمجرد طريق الإخبار دون الربط بسببية أو تفريغ آخر ، والفعل يأول بالمصدر بعد سواء بلا حرف مصدر ، فسواء خبر مقدم لمبتدأ مما بعده هو مصدر ، أى إنذارك وعدمه سواء ، وقدم الخبر للحصر ، كقولك : قائم زيد ، أى ما إنذارك وعدمه إلا سواء { لا يُؤمنون } استئناف لبيان ما فيه الاستواء ، أى إنذارك وعدمه مستويان فى انتفاء الإيمان ، وقدم الإنذار لأنه أنسب بأن يؤمنوا ، وليكون بمنزلة قولنا االانذار كعدمه ، فى أن لا يؤمنوا ، وقد يجوز أن يكون حالا من هاء عليهم ، أى سواء عليهم ، أى سواء عليهم حال كونهم متصفين عند الله بعدم الايمان ، وذلك أولى من جعله حالا من إحدى الهاءين بعد ، وأجيز أن يكون بدلا اشتماليا فى الجملة ولا نحتاج لرابط ، وعلى كل حال ليس مؤكداً للجملة قبله إلا باعتبار أن الاستواء معلوم من المقام ، أنه فى عدم الايمان . روى أن عمر بن عبد العزيز قرأ الآية على غيلان القدرى فقال : أشهدك أنى تائب من قولى فى القدر ، وكأنى لم أسمع الآية ، فقال عمر : اللهم إن صدق فتب عليه ، وإن كذب فسلط عليه من لا يرحمه ، فروى أن هشام بن عبد الملك قطع يديه ورجليه وصلبه على باب دمشق .