Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 37-37)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وآيةٌ لَهُم الليل نَسْلخ منْه } أى من الليل أى من ظلمته ، لأن الليل والنهار زمان كون الشمس حال ظهر الأرض بيننا وبينها أو لم يحل وليست تحت الأرض ، بل فوقها ، وانما قالوا هى تحت الأرض على معنى أن الأرض حالت بيننا وبينها ، ومن للابتداء { النَّهار } على حد قوله عز وجل : { وآية لهم الأرض } [ يس : 33 ] الخ ، ومعنى سلخ النهار من الليل ازالة الضوء عن مكان الليل ، وموضع الفاء ظله وظلمته وهو الهواء ، مستعار عن كشط الجلد عن لحم الحيوان لكشف الضوء عن مكان الليل ، استعارة أصلية ، واشتق منه على طريق التبعية التصريحية ، نسلخ لجامع الظهور ، فاللحم يظهر عن كشط الجلد ، والظلمة تظهر عن ازالة الضوء ، أو شبه النهار ، بالحيوان ، ورمز اليه بالسلخ ، والنهار عبارة عن الضوء مجازا ، أو بتقدير ضوء النهار . { فإذا هُم مظْلمُون } داخلون فى الظلام كأشأم وأعرق دخل الشام والعراق ، وأصبح وأمسى وأظهر ، دخل الصباح والمساء وحر الشمس ، وأفعل يأتى للدخول والخروج ، ومنه قول عمر لأبى عبيدة رضى الله عنهما : أظهر بمن معك من المسلمين اليها ، أى الى الأرض ، أى أخرج الى ظاهرها ، وقول عائشة رضى الله عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى العصر ولم يظهر الفىء بعد من الحجرة ، أى لم يخرج إلى ظاهر فيزول الضوء عن الموضع تفجأه الظلمة ، ولا فاصل بينهما ، إذ لا ثالث ، والأصل الظلمة إذ الضوء بحادث ، والفاء لتفريع المفاجأة وكفى فى ذلك أنهم بينما هم فى ضوء كانوا فى ظلمة ، ومعنى المفاجأة اتصال الظلمة بآخر الضوء .