Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 36-36)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ سُبحان الَّذي خَلق الأزْواج كُلَّها } سبحوه تسبيحا فهو اسم مصدر هو التسبيح نائب عن فعل الأمر ، أو سبحونى تسبيحا بصيغة التكلم ، ووضع الظهر موضع المضمر ، ليذكر القدرة التامة ، إذ قدر على خلق الأصناف ، والزوج ما يقترن بآخر مماثل له ، ولو تركيبا أو جوهرية ، أو عرضية أو مضاد له ، وكل المخلوقات كذلك ، أو اسم مصدر هو التسبح بضم الموحدة ، أى تنزه الله أو أتنزه بالذات ، وعلى كل حال المراد البعد عن أن يشرك به مخلوق فى العبادة ، أو يتصف بصفة مخلوق { ممَّا تُنبتُ الأرْض } من أصناف النبات التى بالحرث أو بالغرس ، وبغير ذلك . { ومن أنْفُسهم } كذكر وأنثى وخنثى ، أو هو عند الله أحدهما ، وأحمر وأبيض وأسود ، وقصير وطويل ، وغير ذلك { وممَّا لا يعْلمُون } كقوله تعالى : { ويخلق ما لا تعلمون } [ النحل : 8 ] أى وأزواجا مما لا تعلمون لم نسمع به ولم نره ، أو سمعنا به ولم نره ، كما قيل : إن وراء المحيط أرضا بيضاء معمورة بخلق يعبدون الله عز وجل كعبادة الملائكة ، لا يعلمون آدم ولا ديانا هذه ، وما يعلمه كل أحد أقل قليل جدا ممَّا يجهله ، وما يجهله غير متناه ، وما يعلمه متناه .