Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 56-56)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ هُم وأزْواجهم في ظِلال } مبتدأ وخبر { على الأرائك } متعلق بقوله : { متكئون } خبر ثان ، أو فى ظلام على الأرائك متعلقان بمتكئون ومتكئون خبر أو حالان من المستتر فى متكئون ، أو فى ظلام حال منه ، وعلى الأرائك حال من ضمير استقرار فى ظلال ، أو متكئون خبر آخر لأن ، وهم تأكيد للمستتر فى فاكهون وأزواجهم معطوف على هذا المستتر ، وفى ظلال وعلى الأرائك على ما مر الا أنه ليس فى ظلال خبرا لقوله : { هم } ويجوز خبرا آخر لأن ، وكذا على الأرائك ، والظلال جمع ظل : كشعب وشعاب ، وذئب وذئاب ، أو جمع ظلة بالضم : كقبة وقباب ، وبرمة وبرام بكسر بائه ولو قال لقراءة بعضهم فى ظلال بالضم كغُرفة وغرف ، قيل : أو جمع ظلة بالكسر : كلقحة ولقاح ، وهو قليل ، ولا قراءة تعضده ، ولا شمس فى الجنة ، فالمراد ما يشبه ظل الدنيا ، لكن بلا شمس معه فى الجنة ، كظل يوم غم السحاب ، وكالضوء قبل طلوع الشمس على الجبال والأرض ، وكالليل لكل مع ضوء . وجاء فى أحاديث : أنه لو ظهرت حوراء لأضاءت الدنيا ، أو لزال ضوء شمسها ، فالمراد ظل الجنة بلا شمس لا استواءه بنحو ظل ، قبل طلوع الشمس والا نافى ضوء الحوراء ، فهو فوق ذلك أو نورها فى نفسها كذلك ، ولا يؤثر فى الجنة ضرا أو حرارة ، قال صلى الله عليه وسلم : " ألا هل من مشمر للجنة فإنها لا خطر لها ، أى لا مثل ، وهى ورب الكعبة نور يتلألأ " والجمع لأن لكل جزء من الجنة ظل أو للتعظيم كقوله : { بنيناها بأيد } [ الذاريات : 47 ] أو لاعتبار ما لكل أحد منهم ، وليس كضوء الدنيا ، فإن ضوء الدنيا العظيم حار ، وقيل الظلال الملابس والستور ، فقد جاء : " إن في الجنة غرفا ولأهلها لباس " وإن فى الجنة شجرة يسير الراكب فى ظلها مائة عام لا يقطعها ، يتحدث فيه أهل الجنة ، أو الظل العزة والراحة والتنعم ، والأرائك جمع أريكة وهى السرير الذى عليه فراش فى بيت مزين ، سميت لأنها فى الأصل من شجر أراك ، أو من أرك بالمكان أقام فيه ، وأصل الأروك الاقامة على رعى الإبل . والآية تدل على أن المراد بالسرر فى قوله تعالى : { متكئين على سرر مصفوفة } [ الطور : 20 ] السرر المفروشة فى البيوت المزينة ، أو تارة على سرير بلا بيوت ولا فرش ، وتارة بذلك ، والمراد بالأزواج المؤمنات ، والحور من تزوجت فى الدنيا من لم تتزوج ، وأزواج المؤمنين يكن له ولو أربعا لا ما قيل له واحدة فقط ، ولا ما قيل اثنتان ، والمرأة لآخر أزواجها فى الدنيا إن كانا مؤمنين ، وان شاء الله الرحمن الرحيم زوجه من طلقها فى الدنيا ، وامرأة فرعون زوج للنبى صلى الله عليه وسلم .