Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 76-76)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلا يحْزنُك } عطف على الاسمية قبلها عطف إنشاء على إخبار ، وفعلية على اسمية ، أو جواب شرط ، أى إذا كان حالهم مع ربهم ، هذا الرد عليهم ، واعداد النار لهم ولآلهتهم ، قيل : وأيضا كان رأيهم عبادتا مع أنا لا نفع فيها فلا يحزنك { قَولهُم } أن لله شركاء ، وأنك شاعر وكاذب ونحو ذلك ، والنهى فى اللفظ من نهى الغائب ، وهو قولهم نهى قولهم عن أن يؤثر فيه صلى الله عليه وسلم حزنا ، والمراد نهيه صلى الله عليه وسلم أن يتأثر بالحزن لذلك القول ، كأنه قيل : لا تحزن بقولهم ، وذلك أبلغ من هذا ، لأنه نهى عن أن يأتيه حزن فضلا عن أن يؤثر فيه ، وعلل النهى تعليلا جمليا مستأنفا بقوله : { إنَّا نعْلمُ ما يُسرون وما يُعْلنون } علمه تعالى كناية عن عقابهم ، أو مجاز مرسل لعلاقة السببية واللزوم ، فلعلمه بما فعلوا يعاقبهم ، وهو حكيم اقتضت أنه لا بد يعاقبهم ، وأنه لا يخلف عنهم الوعيد ، ولا عن رسوله الوعد ، والانتقام منهم حسن يلتذ صلى الله عليه وسلم به ، واطلاق العلم على نفس ما يخفونه من الإشراك والمعاصى بالقلب ، والجارحة أولى من إطلاقه على نفس الاخفاء والاعلان لأن العقاب على حبات الخردل من نفس ما عملوا ، بل نفس الاخفاء والإعلان أيضا مما عملوا ، فما موصول اسمى لا مصدرية ، ولو أمكنت وقدم الإسرار ، لأن المشركين يتوهمون أنه تعالى لا يعلمه ولأن الخفاء دائما متقدم على الإظهار ، ولو بتقدم عزم القلب ولطريق الاهتمام باصلاح السر . وزعم بعض أنه قدم تلويحا الى أن علم السر عنده تعالى كأنه أقدم من علم العلن ، ومفعول القول محذوف ، ومر تقديره وأجيز أن يكون هو قوله : { إنا نعلم } إلخ على التهكم ، أو على تشديد التحريض على اعتقاد ذلك ، حتى كأنهم اعتقدوه مع بعدهم عنه ، ومع البعد عن العمل بمقتضاه ، كما شدد على الترك مع البعد عن الفعل فى قوله تعالى : { ولا تكونن من المشركين } [ الأنعام : 14 ] إذا كان خطابا له صلى الله عليه وسلم ، وهذا كلام على الجواز ، وأعمل بالوقف على قولهم وبحذف المقول ، ويجوز الوصل مع عدم اعتقاد أن مقولهم انا نعلم إلخ .