Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 36, Ayat: 77-77)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أو لم يَرَ الإنسانُ أنَّا خلقناه من نُطْفةٍ } عطف على أو لم يَروا ، أو استئناف ، والاستفهام تعجيب وإنكار ، والتقدير ألم يتفكر الانسان ولم يعلم أنا خلقناه من نطفة ولما حذف المقدر أظهر الانسان ، ويجوز التكرير للتهوين هكذا ، ألم يتفكر الانسان ، ولم يعلم الانسان ، أنا خلقناه ، فان المذموم كلما ذكر اسمه ازداد ذما بذكره ، وأكد الانكار والتعجب بقوله : { فاذا هو خَصيمٌ } مبالغ فى الجدال بالباطل ، والصحيح أن المراد متكلم مفصح بالكلام بعد ما كان ماء مهينا { مُبينٌ } ظاهر أن ذلك منه جدال بالباطل ، وجاهر به لا يخفى ولا يكنى ، والمراد بالإنسان جنس الكافر ، ولو نزلت الى آخر السورة فى العاصى بن وائل ، جاء الى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعظم ففته بيده فقال : يا محمد أيحيى الله تعالى هذا بعد ما أرم ؟ قال : " نعم يبعث الله هذا ويميتك ثم يحييك ثم يدخلك نار جهنم " وقيل : قائل ذلك أبى بن خلف الذى قتله رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد بحربة ، كما وعده أنه سيقتله ، وما أصابت منه كثيرا فقالوا : لا بأس ، فقال قد وعدنى بالقتل : لو تَفَل علىَّ لقتلنى ، واختاره بعض وهو رواية عن ابن عباس وعنه أبو جهل ، وعنه عبد الله بن أبى . وفيه أن مشركى المدينة يلاينون بالتوحيد ، وينافقون بالشرك ، ولا يجاهرون به عناداً وخصاماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأيضا السورة والآية مكية ، لكن لا مانع من أن ابن عباس عقل القصة مع صغر سنة ، والظاهر أنهم كلهم قالوا ، فنزلت فيهم ، أو قاله بعضهم فنزلت فيه ولم يرتدع الآخرون فقالوه بعده .