Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 103-105)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ فلمَّا أسْلمَا } أنقاد هو وأبوه لأمر الله ، ويجوز أن يكون من أسلم المتعدى أى أسلم الابن نفسه للذبح ، وأسلمه أبوه ولم يشح به { وتلَّه للجَبِين } صرعه ، وأصله الصرع على التل ، وهو مجتمع التراب ، وصار حقيقة فى الصرع مطلقا ، واللام للبيان كقوله تعالى : { يخرون للأذقان } [ الإسراء : 107 ] وقوله : @ وخرَّ صريعاً لليدين وللفم @@ والجبين أحد جانبى الوجه فنقول : يختار الجبين الأيمن ، وروى أنه قال : يا أبت كبنى على وجهى لئلا ترحمنى برؤية وجهى ، فلا تجهز على فلم يأخذ أبوه بكلامه ، بل صرعه على الجبين ، ومع أنه لم يرد بالصرع ما يظهر من العنف ، لأنهما معا منقادان ، وقال أيضا : يا أبت اشدد رباطى لئلا أضطرب ، واكفف ثيابك لئلا ترى أمى دمى عليها فتزداد حزنا ، وأسرع بامرار السكين ليكون أهون على ، وأقرىء أمى السلام منى ، وكل منهما يبكى ، وأبوه يقبله . وأخرج أحمد فى مسنده عن ابن عباس أنه قال : يا أبت ما عندك ثوب تكفننى إلا قميصى هذا ، وكان أبيض ، فانزعه وكفنى فيه ، ولعله لم يفعل لأنه يؤخر النزع الى ما بعد الموت ، فجر الشفرة جهده وهى حادة ولم تؤثر شيئا باذن الله ، ولا حاجة الى ما يقال : ان الله عز وجل جعل منحره نحاسا ، ولا الى ما يقال : ألبسه الله حلقة نحاس . وروى أنه حدها فأعاد الجر فلم تؤثر فعل ذلك مرتين ، وروى أنه لم يجرها بل قلبها جبريل عليه السلام ، وزعم بعض أنه كلما قطع موضعا من الحلق رده الله تعالى ، ولعل الابن لا يحس بذلك إن صح ، وقيل لما أراد الجر قال ملك : يا إبراهيم لا تفعل بالغلام شيئا ، خذ ما وراءك وهو كبش ذكره الله عز وجل ، أو قيل له : أمسك قد صدقت الرؤيا ، فرفع رأسه فرأى كبشا ينحط حتى وقع عليه كما قال الله تعالى : { ونادَيْناه } ناداه ملك من خلفه أو فوقه { أنْ يا إبراهيم * قَد صدَّقْت الرؤيا } فعلت ما رأيت فى المنام ، وجواب لما محذوف يقدر هنا أى كان ما كان من شكر واستبشار بالنجاة ، والفوز بما لم يفز به أحد ، وبعض قدره بعد الجبين هكذا أجزلنا لهما الأجر ، وقدره الخليل وسيبويه قبل { وتله } وقيل : الجواب : { تله } وقال الكوفيون : ناديناه بزيادة الواو فى الوضعين على القولين { إنَّا كذلك نَجْزي المُحْسنين } من جملة الجواب أو مستأنف .