Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 10-10)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إلاَّ مَنْ خَطِفَ الخَطْفَة } أخذ من كلام ملائكة تحت السماء أو فوقها ، مع بعد المسافة ، والله قادر ، والله خلقهم على جهر الصوت ، ولا يطيقون الاسرار ، والخطف أخذ بخفة وسرعة مطلقا ، ولا يشترط غفلة المأخوذ منه ، والاستثناء متصل من واو يسمعون لا كما قيل : إنه منقطع ، وأن من شرطية وجوابها أتبعه من قوله : { فأتْبعَه شَهابٌ ثاقبٌ } لأن الجواب ماض مجرد عن حرف النفى ، وقد متصرف لا يقرن بالفاء ، فيحوج الى دعوى زيادتها ، أو تقدير فهو اتبعه أو فقد اتبعه ، وهو بمعنى تبع متعد لواحد . والشهاب شعلة نار يشعلها الملك من ضوء الكوكب ، فيصير الضوء محرقا من حينه ، أو حين يصل محل الجن ، على أن الكواكب تحت السماء على ما مر ، أو فى سطحها ولو بعدت المسافة ، والله قادر ولا ينقص ضوء الكوكب ، أو يرد الله مثل ما أخذ ، وتلك الشعلة هى نفس الضوء لا بشىء آخر كحطب يقبس من النار ، وقيل : الشهب كواكب صغار لا ترى إلا حال الرمى بها ، ليست من نجوم السماء الثوابت ، ولا السيارة . قال ابن سيرين : كنا مع أبى قتادة الأنصارى على سطح فانقض نجم فأتبعناه أبصارنا ، فنهانا وقال : لا تتبعوا أبصاركم ، فان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهانا عن ذلك ، وضمير النصب فى { وجعلناها رجوما للشياطين } [ الملك : 5 ] على طريق الاستخدام ، وثاقب يثقب الجو بضوئه ، أو يثقب المسترق ، أى فى الجملة ، فان من المسترقين من يحترق ولا يموت ، فيصير كالمجنون قيل : يضل الناس فى البرارى ، وقيل : كل من أصابه ملك ، وعن ابن عباس : تصيب كل من رمى ألا أنه لا يموت . وكان القذق قبله صلى الله عليه وسلم ، وقيل : حدث عند ميلاده ، والصحيح تقدمه ، وعند ميلاده اشتد وكثر ، وكانت الجن تدخل السماوات ، ولما بعث عيسى عليه السلام أو ولد حجبوا عن ثلاث ، ولما ولد النبى صلى الله عليه وسلم حجبوا عن الأربع البواقى ، وانما تصعد للاستراق مع مشاهدة الموت به ، أو الضرر به لشدة الحرص عله حتى أنه يحترق الأعلى ، ويلقى الكلمة للذى تحته قبل خروج روحه ، قيل : ولأن القذف بالشهب ليس للاستراق خاصة ، أو لأنهم لا يدرون بموت من تصيبه ، وللرغبة فى المدحة بقوة الاستراق عند سائر الجن ، وعند الكهنة ، ومن تلقى إليه .