Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 125-126)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ أتَدْعون } تعبدون أو تسألون حوائجكم { بعْلا } صنما طوله عشرون ذراعا من ذهب ، له أربعة أوجه ، عظموه وجعلوا له أربعمائة خادم ، وسموهم أنبياء له ، يكلمهم إبليس من جوفه بأمور الضلال ، فيحفظونها ويبلغونها الناس ، وهو لفظ عربى ، ولذلك صرف مع العلمية ، بل يجوز صرفه ولو عجميا ، لأنه ثلاثى ساكن ، وقيل : اسم امرأة تأتيهم بضلال ، كما قرىء بعلاء كحمراء ، وصرف على هذا لأنه ثلاثى ساكن الوسط ، وقال عكرمة وقتادة : البعل الرب بلغة اليمن ، وعن قتادة ، بلغة أزد سنوءة ، فهو علم منقول من اسم نكرة ، وقيل : باق على التنكير ، بمعنى أتدعون ربا من الأرباب ، وهم يسمون أصنامهم ومعبوداتهم أربابا ، وبعلبك بالشام ، وموضع الصنم بك ، وأضيف اليه بعل وركبا . { وتَذرون } تتركون { أحْسَن الخالقين } عبادة أحسن الخالقين أو سؤاله حاجاتكم ، والخالقين بمعنى المقدرين ، ومن كلام فيه ، ولم يقل وتدعون أحسن بفتح الدال بمعنى تتركون ، ومع مناسبته لتدعون بعلا بإسكان الدال ، ومجانسته له لأن فى هذه المجانسة قيل تكلفا ، وانما يحسن منها ما أتى عفوا ، وهذا بظاهره كلام كفر لأنه لا يعجز الله عن شىء فضلا عن أن يتكلفه ، ولعل قائله أراد أن حمل الكلام عليه تكلف ، وقيل لم يجنس لئلا يقرأهما من لا يعرف ضبط واحد أو يعكس ، لأن المصاحف كانت غير مضبوطة ولا منقوطة ، ويرده إن هذا لا يعتبر ، كما لم يعتبر فتركوه بلا ضبط ولا نقط أولا . وقيل : لأن التجنيس فى مقام الرضا ويرده وقوعه فى قوله تعالى : { ويوم تقوم الساعة يقسم } [ الروم : 55 ] وقوله تعالى : { يكاد سنا برقه } الخ مع أنهما فى غير الرضا ، وقيل لأنهم اتخذوا الأصنام آلهة ، وتركوا الله مع علمهم بأنه عز وجل ربهم ، ويرده أنالا نسلم أن تدع بمعنى تترك مختص بالترك قبل العلم ، وتذر بالترك بعده ، وقيل : لأن لانكار كل من دعا ، وإنكار ترك أحسن الخالقين علة غير علة الأخر ، فترك التجنيس لتغاير العلتين ، علة الأول أنه لا قدرة لبعل ، والثانى أن الله قادر على كل شىء ، وقيل : لأنه لا مجانسة بين واجب الوجود وبعل ، وقيل لأن يدع بفتح الدال فيما لا يذم تاركه ، لأنه من معنى الدعة أى الراحة ، بخلاف يذر ، ويرده قوله تعالى : { وذروا ما بقي من الربا } [ البقرة : 287 ] وقوله : { فذرهم وما يفترون } [ الأنعام : 112 ، 137 ] وهما فيما لا يذم تركه . وقيل : لأن يدع فى ترك الشىء مع اعتناء به ، كايداع الأمانة ، ويذر فى الترك مطلقا ، وقيل : لأن فى يدع بالفتح ثقلا لاجتماع حرف الحلق مع الفتح ، والحق الاعتناء بعبادة من هو أحسن الخالقين ، ومن هو رب الأولين والآخرين ، كما قال عز وجل وتبارك وتعالى : { الله ربكُم ورب آبائكم الأوَّلين } تصريح ببطلان رأى آبائهم الذين قلدوا ، والله ربكم مبتدأ وخبر والجملة مستأنفة ، وقد يوجه الاتصال بأن تجعل لفظ الجلالة خبر المحذوف ، أى هو الله ، أى أحسن الخالقين هو الله ، فربكم عطف بيان ، أو بدل من لفظ الجلالة .