Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 37, Ayat: 164-164)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما منَّا } أى قالت الملائكة ، أو تقول الملائكة ما أحد ثابت منا ، عطف على علمت الجنَّة إذا فسرت بالملائكة { إلاَّ له مَقامٌ معْلُومٌ } فى الرتبة عند الله ، وفى نور العبادة والمسارعة الى أمر الله تعالى ، والخشوع لعظمة الله تعالى والخوف والرجاء والمحبة والرضا ، فمنهم راكع لا يقيم صلبه ، وساجد لا يرفع رأسه ، جاء ذلك فى الحديث ، وقال أبو ذر : قال صلى الله عليه وسلم : " إنى أرى ما لا ترون وأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط ، ما فيها موضع أربع أصابع إلا وفيه ملك واضع جبهته ساجد لله " رواه ابن ماجة والترمذى قبله ، والأطيط صوت القتب ، أو حنين الإبل . وعن عائشة عنه صلى الله عليه وسلم : " ما فى السماء موضع قدم إلا وعليه ملك ساجد أو قائم " وذلك قول الملائكة : " وما منا إلا له مقام معلوم " { وإنا لنحن الصافون } [ الصافات : 165 ] رواه ابن جرير أو قال الرسول : " ما من المسلمين أحد إلا له مقام معلوم عند الله على قدر عمله يوم القيامة " وفسر بعضهم الآية به على حد { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } [ الإسراء : 79 ] أو هو عائد الى قوله : { فاستفتهم } [ الصافات : 11 ، 149 ] كأنه قيل : فاستفتهم وقل : ما منَّا ، وجملة له مقام معلوم خبر المبتدأ الموصوف بمنا ، ويجوز كون منَّا خبراً لأحد ، وما بعد إلا حال من ضمير الاستقرار .