Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 165-166)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وإنَّا لنَحن الصَّافُّون } أنفسنا أو أقدامنا فى الصلاة ، أو فى أداة الطاعة والخدمة ، أو حول العرش تنتظر الأمر الإلهى ، أو فى البحر داعين للمؤمنين ، أو الهواء منتظرين الأمر الإلهى ، أو فى كل ذلك ، وذلك بالملائكة أنسب منه بالنبى صلى الله عليه وسلم والمؤمنين على الوجهين السابقين ، فيمن قال : ما منَّا ، وينص على أن ذلك قول الملائكة ما ذكره ابن أبى حاتم من طريق ابن جريج ، عن الوليد بن عبد الله بن مغيث ، أنهم كانُوا لا يصفون فى الصلاة حتى نزلت : { وإنَّا لنحن الصافُّون } ويدل على أن الصف صف الملائكة فى الصلاة ما رواه مسلم ، وأبو داود والنسائى وابن ماجه عن جبار بن سمرة ، عنه صلى الله عليه وسلم : " ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربهم لكن لا حصر فى الصلاة " وروى مسلم ، عن حذيفة ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فضلنا على الناس بثلاث : جعلت صفوفنا كصفوف الملائكة ، وجعلت لنا الأرض مسجدا ، وجعلت لنا تربتها طهورا إذا لم نجد الماء " وكذا يدل على أن قائل : ما منَّا الملائكة لا الرسول صلى الله عليه وسلم ومن معه ، قوله تعالى : { وإنَّا لَنَحْن المُسَبِّحون } لأنهم أبلغ فى التسبيح ودوامه ، أى المنزهون الله عما لا يليق به ، جل جلاله بقول : سبحان الله ، ويقول : سبحان الملك القدوس ، وبقول : لا إله إلا الله ، وسائر الأذكار ، وقيل : المسبحون المصلون ، واذا فسر الصافون أو المسبحون بشىء ، فسر الآخر بشىء آخر ، زعم بعض أن هذه الآية { وما منَّا } الى { المسبحون } و { آمن الرسول } [ البقرة : 285 ] الى { الكافرين } [ البقرة : 286 ] و { واسأل من أرسلنا } [ الزخرف : 45 ] الى { يعبدون } [ الزخرف : 45 ] لا فى الأرض ولا فى السماء ، أى فى الهواء ، أو نزلن بلا ملك يجيئه فى الأرض أو السماء ، بل فى قلبه ، ولا دليل لذلك ، إلا أنه جاء : " أعطى خواتم سورة البقرة عند سدرة المنتهى " .