Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 99-101)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وقال } فى بعض أوقاته ولو بعد علمه بما أمروا به من البنيان والنار ، على أنه يبقيه الله تعالى حيا ، أو طمع أو ذهل غافلا ولو زمانا قليلا يعبد الله فيه قبل قتله الذى يظنه ، والإياس من المخلوقين جائز لا من الله عز وجل . { إنِّي ذاهبٌ إلى ربِّي } مهاجر اليه مفارق لكم مقدارا أراده الله سبحانه وتعالى أو الذهاب بالقلب الى الله تعالى فى أى مكان يكون ، وقيل المراد الشام وقيل مصر { سيَهْدِين } الى ما فيه بقاء دينى وصلاحه وزيادته ، من ارشاد ومكان صالح ، والسين لتأكيد الوقوع فى المستقبل وجزمه ، لتقدم الوعد له بالهدى ، أو على عادته مع الله تعالى وقوة رغبته وطمعه ، وليس المراد بالذهاب الموت بنارهم ، وبالهداية الهداية الى الجنة كما زعم بعض لقوله : { ربِّ هَبْ لي مِنَ الصالحين } فان من يموت قريبا قبل خمود النار الموقدة ، وهو بلا زوج ، وفى غير سن الولادة لا يطلب له ولدا ، وشهر أنه فى وقت قوله ذلك بالغ أوان ذلك ، ومستعد له ، ولم يجزم موسى عليه السلام ، بل قال : { عسى ربِّي أن يهديني سواء السبيل } [ القصص : 22 ] لتفاوت مقامات الأنبياء ، وإبراهيم أعلى منه عليهما السلام ، ولأنه بصدد أمر دنيوى وهو النجاة من فرعون قيل ، ولأنه قاله قبل البعثة ، وفيه أن ابراهيم كذلك على المشهور ، ولعدم وعد الله له قبل ، وعدم تقدم اعتياد وعبارة بعض أن إبراهيم قال ذلك بعد البعثة ، ومن للتبعيض ، أى ولدا من الصالحين يعيننى على الدعاء الى توحيد الله وعبادته ، ويؤنسنى فى الغربة والهبة مع العقلاء فى الأولاد غالبة فى القرآن ، وكلام العرب ، ومن غير الغالب قوله تعالى : { ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا } [ مريم : 53 ] والمراد هبة نبوّة لا هبة ذات ، ويدل للولد قوله تعالى : { فبَشَّرناه بغلامٍ حَليمٍ } وهو مقو لن قال أنه حين قال ذلك بالغ كبير ، بشره الله الرحمن الرحيم بالولد ، وصرح له بأنه ذكر ، وأنه يبلغ أو أن الحلم ، وهو سن التكليف ، وقد قيل : إنه حين تسليم نفسه للذبح مراهق ، فكيف إذا زاد ، وقيل : ما وصف الله نبيا بالحلم لعزة وجوده إلا ابراهيم وابنه عليهماالسلام ، والغلام إسماعيل على الصحيح ، وقيل : اسحاق ، والقولان عن ابن عباس . ويروى أنه أمر بذبح إسحاق وهو بالشام ، فسار به مسيرة شهر فى غداة واحدة ، مسيرة شهر الى منى ، ولما فدى بالكبش رجع فى مسائه مسيرة شهر ، طوى الله له الأرض ، وأكثر الروايات عن ابن عباس أنه إسحاق ويناسبه أنه بالشام ، وأنه أمربذبح من بشر به ، وليس فى القرآن أنه بشر ولد غير اسحاق ، قال الله سبحانه وتعالى : " فبشرناها بإسحاق " وقال : " وبشرناه بإسحاق نبيا من الصالحين " وهذا بعد قصة الذبح ، يدل على أنه بشر بالنبوة ، وأول الآية وآخرها بدل أن الذبيح إسحاق . وكذا روى أن يعقوب كتب من الشام الى مصر : من يعقوب إسرائيل بن إسحاق ذبيح الله ابن ابراهيم خليل الله ، ودل على أن الذبيح اسماعيل أنه ذكر الله تعالى البشارة باسحاق بعد الفراغ من قصة الذبيح ، وأيضا قال الله تعالى : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } [ هود : 71 ] فان المناسب بحسب الظاهر أن لا يأمره بذبح اسحاق ، وأيضا وصف إسماعيل فى القرآن على الصبر لا إسحاق ، فهو الصابر على الذبح ، وقال عالم يهودى ، أسلم لعمر بن عبد العزيز : إن الذبيح اسماعيل لكن اليهود حسدوكم ، وأيضا قرنى الكبش معلق بالكعبة ، وقد رآه ابن عباس مع بقية الرأس البالية ، وسأل الأصمعى أبا عمرو بن العلاء فقال : أين ذهب عقلك يا أصمعى متى كان اسحاق بمكة ، إنما بنى البيت مع ابراهيم اسماعيل ، وقيل لرسول الله : يا ابن الذبيحين فتبسم ولم ينكر .