Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 11-11)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ جُندٌ مَّا } أى هؤلاء الكفرة جند ، وما يزيد للتحقير والتقليل ، وقيل : ما اسم نعت ، والمعنى حقير قليل ، وقيل : للتعظيم بطريق التهكم والاستهزاء بهم ، وقيل للتعظيم على ظاهره ، فان المدحة للنبى صلى الله عليه وسلم بغلبته على الجمع العظيم أعظم ، ألا ترى الشعراء يمدحون الأعداء بنحو الشجاعة ، فيرجع لهم الفوز بأن غلبوا من هو قوى ، ولا يلزم ذلك ، وللكلام مقامات واعتبارات ، وحالهم معروفة بالقوة ، فيجوز أن يراد أنهم ذلوا بالله عز وجل { هُنالِك } نعت جند أو متعلق بقوله : { مَهْزومٌ } أى مغلوب ، واشارة البعيد الى مكة ، والآية فى مكة والبعد باعتبار بعده عنها حين اراده فتحها ، لأنه يريده وهو المدينة ، وبهذا التأويل صح الكلام ، وقيل : الإشارة الى بدر لبعده عن مكة ، ولا يتوقف صحته على جعل بدر من مكة ، فان كونه منها ينافى البعد ، وتبعد الاشارة الى الخندق ، وتجوز الاشارة الى المرتبة تنزيلا لها منزلة المكان ، أى وضعوا أنفسهم حيث لا يتأهلون ، وتجوز الى الزمان البعيد زمان الفتح ، أو يوم بدر ، أو يوم الخندق ، أو زمان الارتقاء ، واذا كان للزمان لم يكن نعتا لجند اذ لا توصف الجنة بالزمان ، لا يخبر عنها به ، ولا يكون حالا لها ، ومهزوم نعت لجند لا خبر ثان ، لأن المبتدأ جمع والوصف بالهزم لتحقق الوقوع كأنه ماض ، أو يفسر اسم المفعول بالاستقبال وأصل الهزم فت الشىء اليابس ، أى وقومك الكفرة كاليابس المتحطم . { مِنَ الأحْزاب } ثابتون من جماعات ، ومع ذلك لا تخف ولا تبال بهم ، وهو نعت لجند أو حال من الضمير فى مهزوم ، أو من المستتر فى هنا اذا جعلناه نعتا لجند .