Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 17-17)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ اصْبِر عَلى ما يقُولُون } مما يطيق القلب لمخالفة الحق { واذْكُر عَبْدنا داوُد } أى قصته لهم اذنا له ما ناله من الغم على ارتكاب ما هو خلاف الأولى ، وأدام ندمه تائبا مع ملكه العظيم ونبوته ، فكيف حالكم وقد أصررتم على الكفر ، واذكرها لنفسك لتتحفظ عما يكره ، وتصبر كما صبر { ذا الأيْد } أى القوة فى الدين ، فكن مثله وهو اسم مفرد أخيره دال ، وأوله همزة ، ووسطه ياء ، " وكان صلى الله عليه وسلم اذا ذكر داود قال : " هو أعبد البشر " " رواه أبو الدرداء ، وعن ابن عمر عنه صلى الله عليه وسلم ، لا ينبغى لأحد أن يقول : أعبد من داود ، أى أن يقول إن محمداً أعبد من داود ، أو أراد أحدا من الأنبياء ، ويروى أنه كان يصوم يوما ويفطر يوما ، ويقوم نصف كل ليل ، وجعل يوما للعبادة ، ويوما للقضاء ، ويوما لنفسه ، ويوما للوعظ ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " أحب الصيام الى الله تعالى صيام داود كان يصوم صوما ويفطر يوما ، وأحب الصلاة الى الله تعالى صلاة داود ينام نصف الليل ويقوم ثلثله وينام سدسه " . { إنَّه أوَّابٌ } رجَّاع الى الله عز وجل عن البطالة بالطاعة والتسبيح والاستغفار ، ومن ذلك ما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن داود عليه السلام أو غيره يذكر ذنوبه فى الخلوة عن الناس فيستغفر الله تعالى " وفسر الآية به ، ونفهم أن الخلوة ليست شرطا فى الأوب ، ولكنها واقعة حال داود ، ومن العجيب أن يوجد للكلمة معنى صحيح فى العربية ، ويحملوها على العجمية مثل أن يقول : الأواب فى الآية لفظ حبشى معناه المسبح ، والجملة تعليل لقوله : { واذكر عبدنا داود ذا الأيد } .