Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 1-2)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ص والقُرآن } الواو للقسم { ذي الذِّكْر } صاحب الوعظ لاشتماله ، أو اسم مصدر أى ذى التذكير ، أو ذكر ما يحتاج اليه من أمر الدين والأحكام ، والقصص والأخبار عن الأنبياء والأمم ، والوعد والوعيد ، وجواب القسم محذوف ، أى انك لرسول من الله ، كما جعلت الرسالة جوابا فى قوله تعالى : { إنك لمن المرسلين } [ يس : 3 ] وقد ذكر الانذار هنا كما قال : { لتنذر قوما } [ يس : 6 ] أو يقدر أنه أى القرآن لمعجز ، أو السورة لمعجزة أو ما كفر من كفر لخلل فى القرآن ، أو لقد جاءكم الحق أو ما الأمر كما تزعمون ، أو ما أنت بمقصر فى التبليغ والتذكير ، وأضرب عن الجواب المقدر بقوله : { بلِ الَّذينَ كَفَروا فى عزَّةٍ } تكبر عن الحق مع وضوحه { وشِقاقٍ } مخالفة الله عز وجل ، ورسول صلى الله عليه وسلم ، كقولهم : أنت فى شق غير شق صاحبك ، ومن قولهم شق العصا بمعنى فارق وخالف ، وقيل الجواب قوله : { إن ذلك لحق تخاصم أهل النار } [ ص : 64 ] ويرده كثرة الفصل ، وأن هذه الإشارة ما ذكر لها المشار اليه الا بعيدا عن القسم ، وقيل : { إنْ كل إلاَّ كذب الرسل } [ ص : 14 ] وهو مروى عن الأخفش ، ويرده البعد ، واستئناف ما اتصل به هذا الجواب المدعى ، وايضا أى فائدة فى القسم على أنهم كلهم كذبوا الرّسل إلا بقيمة قوله : { فحق عقاب } [ ص : 14 ] وقيل : { كم أهلكنا من قبلهم من قرن } [ ص : 3 ] ويرده أنه إنشاء ، والإنشاء لا يكون جوابا للقسم بغير الباء ، وأما كون كم لا تقبل لام جواب القسم لأنها مفعول به مقدم ، فلا يعتبر لجواز كون جواب القسم بلا لام .