Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 20-20)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وشَدَدَْنا مُلْكه } قويناه بالهيبة والجنود ، ومزيد النعمة ، وقيل بالهيبة والنصر ، ويقال : يحرسه كل يوم وليلة أربعة آلاف ، ويقال يحرسه حول محرابه أربعون ألف رجل لابس لأمة الحرب ، والله يعلم هل صح ذلك ، والله أن يفعل ما يشاء ، وفى الطبرى عن ابن عباس : ادعى رجل بقرة على آخر عنده فقال : قوما أنظر فى أمركما ، فقيل له : فى المنام أقتل المدعى عليه ، وقال بعد يقظة لا أعجل للرؤيا ، وكذا فى الثانية ، وقيل له فى الثالثة : إن لم تقتله ينزل عليك عقاب ، فأحضره للقتل ، فقال : أبلا بيِّنة قال : أمرنى ربى ، فقال : أخبرك أنى ما أخذت بالبقرة ، بل بأنى قتلت أبا المدعى غيلة فقتله فعظمت هيبته بذلك . { وآتيناهُ الحِكْمَة } الزبور والتوراة والنبوة ، وكمال العلم والعمل ، وموافقة الحق { وفَصْل الخِطَاب } أى فصل الخصام بتمييز الحق ، وسمى الخصام خطابا لاشتماله عليه ، أو لأنه أحد أنواعه خص به ، لأنه المحتاج للفصل ، والاضافة اضافة مصدر لمفعوله ، أو فصل الخطاب الكلام الذى يفصل به بين ما صح وما فسد فى الحكم بين الناس ، وأمر الدنيا أو بمعنى المفصول وهو المقصود ، أو فصل الخطاب الكلام المتوسط لا اخلال ولا املال . كما ورد أن كلام سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لا نزر ولا هدر ، والفصل بمعنى الفاصل أو المقصود عند السامع المبين عنده ، والاضافة اضافة صفة لموصوفها ، ودخل فى فصل الخطاب قول داود عليه السلام : " البينة على المدعى واليمين على المدعى عليه " ولمن قوته فى الحكم أن أحدا شكا اليه جاره أنه سرق وزة ، فخطب وقال : إن منكم من يحضر الخطبة وعلى رأسه ريشة ، فوضع السارق يده على رأسه خوف أن تكون عليه ريشة ، فقال لصاحب الوزة هو السارق . ومثله إياس بن معاوية إذ شكا اليه رجل آخر أنه انكر وديعة له ، فقال له : من يشهد لك ؟ قال : لا شاهد ، قال : فى أى موضع أودعته ؟ قال عند شجرة ، قال : فاذهب اليها لعلك تذكر ما نسيت ، ثم قال للمنكر : هل بلغ موضع الشجرة ؟ قال : لا ، قال إياس لمدعيه : قد أقر لك المنكر فخذه . ومثله ما روى : أن رجلا ادعى أنه أسلم لرجل عشرة دناينر فأنكر ، فقال القاضى : فى أى موضع ؟ فقال : فى مسجد من مساجد الكرخ ، فقال : اذهب وأتنى بورقة من ذلك المسجد تحلفه بها ، فمضى ، ثم قال للمنكر : أظننت أنه المسجد ؟ قال : لا ، قال القاضى للمدعى : خذه فقد أقر لك . وقوله : أما بعد ، فان أبا موسى الأشعرى قال : هو أول من قالها ، فإما أن يتكلم بهذا اللفظ العربى ولو كان عليه السلام عجميا ، وأما أن ينطق بمعناه فى لغته ، فان فى لغة العجم ما فى لغة العرب من الفصل والوصل والإضمار والإظهار ، والعطف والاستئناف والحصر والحذف والتكرار ، وغير ذلك بألفاظ تؤديها كأنها حكاية للعربية الا أن العربية أفصح وأبلغ وأحلى .