Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 38, Ayat: 22-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ إذْ دَخلُوا عَلى داوُد } إذ بدل من اذ الأولى على الاتساع المذكور ، لا بدل اشتمال ، لأن بدل الاشتمال ملابس للمبدل منه بغير الجزئية والكلية ، واذا اعتبرنا وقت الدخول جزءا من ذلك المتسع ، كانت الملابسة بالجزئية والكلية ، وجاز كونه مفعولا به لا ذكر محذوفا { فَفَزعَ } انقبض خوفا من الأذى ، اذ دخلوا من غير الباب وبلا اذن مع كثرة الحرس ، مع طول الحائط ، ولأن ذلك ليلا ، ولأن كل آخذ برأس الآخر ، وقيل خاف أن يكون قومه اجترءا على دين الله ، فدخلوا بلا اذن ، وذلك بعد منع الحرس لهما يوم عبادته ، وكأنه قيل : فما وقع بعد فزعه ، فأجاب سبحانه وتعالى بقوله : { قالوا } أى الاثنان المعبر عنهما بضمير الثلاثة فصاعدا ، ومن الجائز أن يكون معهما ملكان آخران كالشاهدين والمعينين ، فكان القول من أحد الأربعة { لا تَخَف } منا { خَصْمان } أى فينا خصمان ، أو القائل أحد الخصمين ، نحن خصمان وهو أنسب بقوله : { بَغَى بعْضُنا عَلَى بعْضٍ } والمراد إنا بصورة خصمين ، بغى أحدهما على الآخر ، وأبهما عنه لا كذب فى ذلك ، ويجوز نحن فوجان خصمان كما مر ، وكل ذلك الى { عزَّني في الخطاب } [ ص : 23 ] محكى بقالوا ، قيل : يجوز أن يحكى به لا تخف ، وقوله : { خصمان } الى { في الخطاب } [ ص : 23 ] منصوب بقول محذوف ، قالوا : لا تخف فسكتوا ، فقال عليه السلام : ما لكم ؟ فقالوا : خصمان ، ولا دليل على هذا . { فاحْكُم بيْنَنا بالحقِّ ولا تُشْطط } لا تبعد عنه بأدنى جور ، ذلك منهما حرص فى اظهار الحق ، وتأكيد فى نصح داود عما صدر منه ، ولا يرتابان فى أنه يعدل ويرجع الى العدل { واهْدِنا إلى سَواءِ الصِّراط } الصراط السواء أى المستوى الذى لم يعوج بالجور .