Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 5-5)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ أَجَعَل الآلهة } المتعددة { إلهاً واحداً } هو الله عز وجل ، كيف يبطلها ويثبت واحدا ولا يسمى الها ألا واحدا سبحانه وتعالى ، والاستفهام تعجب انكار ، ومعلوم أن المتعدد لا يكون واحدا ، وأنه لا تعدد فى اعتقاده صلى الله عليه وسلم ، لكن المعنى تعجبهم من نفى معنى الألوهية عن غير الله البتة ، ونفى اسمها عن غيره كذلك { إنَّ هذا } أى هذا الجعل { لَشَيء عُجابٌ } ما المانع أن تكون آلهة صغار تحت اله كبير سبحانه وتعالى نتوسل بها اليه ، وذلك منهم خطأ واضح لهم ولغيرهم تعمدوه ، تقليدا لآبائهم ، ألا يرون أناه تنفع ولا تضر ، ولا تعلم شيئا ولا تعين الله فى علم ولا عمل ، وليس فيها معنى الألوهية " ولئن سألتهم من خلق " الخ وربما توهموا لألفتهم لها أنها قد تضر وقد تنفع ، وفُعال بضم وتخفيف وارد فى المبالغة ، يقال : رجل طوال وسراع ، أى بليغ فى العجب نادرة فيه أومحال . " لما أسلم عمر رضى الله عنه وقوى به الإسلام ، اجتمع أشراف من قريش : أبو جهل ، والعاصى بن وائل ، والأسود بن المطلب بن عبد يغوث ، وعقبة بن أبي معيط ، ونحوهم من الأشراف ، ومن العامة عند موت أبي طالب ، وشدوا اليه شتم رسول الله صلى الله عليه وسلم آلهتهم ، وطلبوه أن يكفه عنها ، فدعاه وفى قرب أبي طالب مقعد رجل واحد ، فانتقل إليه أبو جهل لعنه الله ، خوف أن يقعد صلى الله عليه وسلم فيه فيرق له أبو طالب ، وقعد عند الباب ، وذكر له أبو طالب ما قال قومه ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أطلب منهم كلمة واحدة يدين لهم بها العرب وتعطيهم العجم الجزية " قالوا : نزيد عليها عشرا فماهى ؟ قال : " لا اله الا الله " قالوا سَلْنا غيرها ، قال : " لا ولو وضعتم الشمس في يدي " فقاموا غضابا قائلين : " أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب " لنشتمنك وإلهك الذي يأمرك بهذا " .