Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 68-68)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ونُفخَ } الماضى للتحقق ، وكذا ما يأتى أى نفخة واحدة كما فى آية أخرى ، ولقوله بعد : { ثم نفخ فيه أخرى } { في الصُّور } رأيت فى كتاب للقرطبى النافخ اسرافيل ، ومعه غيره ينفخ ، وعبارة بعض حكاية الاجماع عنه ، أن النافخ اسرافيل وحده ، وأخرج أحمد والحاكم عن ابن عمر ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " النافخان في السماء الدنيا رأس أحدهما بالمشرق ورجلاه بالمغرب ، ينتظران متى يؤمران ينفخا في الصور فينفخا " وفى ابن ماجه عن أبى سعيد ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أن النافخ اثنان " وزعم بعض أن النافخ غير اسرافيل ، ينظر الى اسرافيل منذ خلقه الله ، ثم يأمره بالنفخ قلت ليس كذلك بل المراد أن ملكا ينظر متى يأمره اسرافيل فينفخ بعد أن ينفخ اسرافيل ، والصور قرن عظيم كدورة السماوات والأرض ، فيه ثقب دقيقة بعدد الأرواح ، فى صفاء الزجاجة من لؤلؤة بيضاء ، وقيل جمع صروة . { فَصَعِق } مات بسبب صيحة النفخ الشديدة ، أو غشى لذلك ثم يكون الموت يستعمل الصعق بمعنى الغشيان ، وبمعنى الموت ، وأول من يسمعه رجل يلوط حوض إبله ، فيصعق ويصعق الناس بعده { مَنْ في السَّماوات } جهة العلو ليشمل حملة العرش ، ومن لا يصدق عليه أنه فى السماء { ومَن في الأرض } أعاد من لاختلاف من فى السماوات ومن فى الأرض ، لأن أهل السماوات الملائكة ، والله أعلم { إلاَّ منْ شاء الله } جبريل وإسرافيل وميكائيل وعزرائيل ، أو حملة العرش قولان ، ثم يموت هؤلاء كلهم بعد ، أو رضوان ، والحور ، ومالك خزن النار والزبانية ، ولا يصح أنهم لا يموتون وأخطأ من قال ذلك ، بل يموتون بعد أو من مات قبل ، فانه لا يموت مرة ثانية أو موسى . { ثمَّ نُفخ فيه } فى الصور بمعنى القرن المذكور ، ودون هذا فى الصور جمع صورة الأجسام ، وذكر لجواز تذكير الجمع الذى مفرده بالتاء ، وافراده ، والأول أولى { أخْرى } نفخة أخرى بالرفع على النيابة عن الفاعل ، أو النصب على المصدرية ، والنائب فيه وبين النفختين أربعون عاما كما جاء فى حديث : " ينزل الله عليهم ماء كالظل " ويروى كمنى الرجل ، فتنبت أجسادهم أى بلا روح ، ثم يحضر الروح بالنفخ ، ويروى أن النفخ فى الأرض النفخة الأولى ، من باب إيلياء الشرقى ، أو قال الغربى ، والثانية من باب آخر أى أحد البابين من البلد { فاذا هُم قيامٌ } مِن قبورهم { ينْظُرونَ } ينتظرون بم يؤمرون ، أو ما يفعل بهم ، وقيل يقلبون أبصارهم فى الجهات نظر المبهوت المفاجأ بأمر عظيم . ويرده أنهم يقولون عند بعثهم : { من بعثنا من مرقدنا } [ يس : 52 ] إلا أن يقال قولهم : { من بعثنا } [ يس : 52 ] بعد بهتهم ، وفسر بعضهم القيام بالوقوف عن المشى ، ويعترض بقوله تعالى : { ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث إلى ربهم ينسلون } [ يس : 51 ] أى يسرعون فى المشى ، وقوله تعالى : { يخرجون من الأجداث سراعاً كأنهم إلى نُصُب يوفضون } [ المعارج : 43 ] وأول من يخرج من القبر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فيرى موسى آخذا بقائمة من قوائم العرش ، قال صلى الله عليه وسلم " فلا أدرى أرفع رأسه قبلى أو كان ممن استثنى الله " يعنى لم تمت روحه ، وأخطأ من قال موت الأنبياء ، والشهداء غشية فاذا نفخ فى الصور فاقوا ، وحيى غيرهم ، ولا يشك صلى الله عليه وسلم فى أنه أفضل من موسى وقد قال صلى الله عليه وسلم : " أنا أفضل ولد آدم " وان شك بأخذ موسى بقائمة العرش ، فقبل أن يعلم أنه أفضل من موسى وسائر الأنبياء ، كما كان ينهى أن يفضل على الأنبياء ، ولما علم بأنه أفضل ترك النهى ، والنفخات أربع : نفخة الفزع ، ثم نفخة الموت ، ثم نفخة البعث ، ثم نفخة فرع ، وهى صوت انشقاق السماوات بعد البعث .