Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 39, Ayat: 71-71)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ وَسِيقَ } بعنف واهانة وقهر ، كسوق الدابة باسراع ولو لم يساقوا لم يمشوا { الَّذين كَفَروا } أشركوا { إلى جَهنَّم زُمراً } جماعات مرتبات على قدر ضلالهم ، والمفرد زمرة ، وهى الجماعة القليلة ، ومن ذلك شاة زمرة قليلة الشعر ، ورجل زمر قليل المروءة ، وامرأة زمراء فاجرة قليلة الخير ، أو شاذة عن سائر النساء ، أو سميت الجماعة زمرة لأنها لا تخلو عن زمر ، وهو الصوت { حتَّى } حرف ابتداء ، ولا تخلو عن غاية ، وهى غاية للسوق ، ويوافونها بالسوق مغلقة وتفتح بحضرتهم مجتمعين حولها كما قال : { إذا جاءوهَا فُتِحَتْ أبْوابها } ليدخلوها ، وذلك أشد عليهم اذ شاهدوا حدوث شىء مضر فى شأنهم ، فاذا دخلوها أغلقت ، واذا جاءت زمرة فتحت ودخلوا وهكذا . { وقال } عند الباب ، قبل الدخول توبيخا { لَهُم خَزَنتُها } من الملائكة { ألَم يأتِكُم } من الله تعالى { رُسُلٌ مِنْكم } من جنسكم تفهمون كلامهم ، ويمكنكم استفهامهم ومراجعتهم ولو بترجمان ، ولو عمن يأخذ عنهم بوسائط ، وكل نبى أو رسول يكون بلغة قومه ، ولو أرسل الى غيرهم أيضا من أهل لغته وغيرها { يتْلُون } بأنفسهم أو بواسطة { عَليْكم آيات ربِّكُم } كالقرآن والانجيل ، والزبور والتوراة والصحف { ويُنذرونكم لِقاء يَوْمِكُم هَذا } وقتكم هذا ، وهو وقت النار ، أو يوم القيامة لاشتماله على وقت الدخول ، وعلى عذابهم وأهوالهم ، وهو يومهم ويوم المؤمنين أيضا ، ولا حصر بالاضافة ، وعدى ينذر الى مفعولين لتضمنه الاعلام المتعدى لاثنين ، وهو التعريف ، وقدر بعضهم الباء ، أى بلقاء يومكم ، وهو ذا بدل أو بيان يجوز أن يكون نعتا لأنه بمعنى الحاضر ، والحجة الرسل والعقل والكتب ، والظاهر أنه من لم يبلغه خبر التوحيد مكلف بالتوحيد ، لأن الله أوجد دلائل العقل ، وقد قال قوم : ان الحجة العقل . وأما الكتب والرسل فتفصيل وبيان لما يجب استعمال العقل فيه ، ولا تقول بالتقبيح والتحسين العقليين ، ولا نقول العقل يدرك التفاصيل الشرعية ، ولو لم ينزل الوحى ، ومن قال بذلك أخطأ قبحه الله عز وجل ، وكذلك اختلف فى أهل الفترة ، والحق أنهم فى النار ، ولعل الملائكة لا تقول لهم ، ولا لمن لم يصله أمر التوحيد : ألم يأتكم رسل ؟ فلو قالوا لهم لقالوا : نعم ، لا بلى ، وقيل : لا يخلو أهل الفترة من مخبر ، ولو كان لا يوجد عنده تفاصيل الشرع ، فهم مكلفون بالتوحيد ، وما وصلوا اليه فقط ، ولعلهم يقولون لمن لم يصله الأمر : ألم ينصب لدلائل التوحيد فى بدنك وسائر الخلق ، فلزمه أن يقول بلى . { قالُوا بَلَى } ليس لم يأتنا رسل منا ، وينذرونا لقاء يومنا هذا ، بل أتونا وأنذرونا لقاء يومنا هذا { ولكَنْ حَقَّتْ } وجبت { كَلمةُ العَذاب } قضاء الله تعالى به ، أو قوله : { لأملأن جهنم } [ الأعراف : 18 ] الخ { على الكافرين } عموما فدخلوا فى العموم ، أو حقت كلمة العذاب علينا ، ووضع الظاهر موضع المضمر تلويحا بموجب العذاب ، وهو الكفر ، وذلك اعتراف بالشقاوة لا اعتذار .