Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 162-162)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ لَّكِنِ الرَّاسِخُونَ } الثابتون { فِى العِلْمِ مِنهُمْ } كعبد الله بن سلام وأصحابه كأسيد وثعلبة ، وفيهم نزلت الآية ، كما قال ابن عباس ، وقد ذكرت منهم جملة فيما مر { وَالْمُؤْمِنُونَ } منهم ، بأن آمنوا وصح إيمانهم دون أن يكونوا فى رقبة من اتصف منهم بالرسوخ فى العلم ، أو المؤمنون المهاجرون والأنصار وغيرهم ممن آمن وصح إيمانه مطلقاً ، او الراسخ والمؤمن ذات واحدة ، أى لكن المتصفون بالرسوخ فى العلم والإيمان { يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلاَةَ } أى واذكر المقيمين ولا تنسهم أو أعنى المقيمين ، أو يتعلق بمحذوف ، أى يؤمنون بما أنزل إليك وبالمقيمين على أنهم الأنبياء ، قيل على إقامتها هى إشعارها ، بين الناس ، أو على أنهم الملائكة ، وقد قال الله ، يسبحون الليل والنهار لا يفترون ، ولا يخلو نبى عن إقامة الصلاة ، وأوحينا إليهم فعل الخيرات وإقام الصلاة ، أولئك وإلى المقيمين ، وهم الأنبياء ، وقيل : وبدين المقيمين ، أو لكن الراسخون فى العلم منهم ، ومن المقيمين ، فإنه ربما عطف على الضمير المجرور المتصل بلا إعادة جار ، وقد قيل بجوازه مع الفصل كما هنا ، كما جاز مع الفصل فى العطف على الضمير المرفوع المتصل المفصول ، وقرأ مالك ابن دينار وعيسى الثقفى والجحدرى بالواو ، كما فى مصحف ابن مسعود { وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ } مبتدأ أو معطوف عليه ، وذلك عام خبره قوله تعالى { أَوْلَئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عظِيماً } أو عطف على واو يؤمنون ، أو على الراسخون ، وخبر الراسخون أولئك الخ وما بينهما معترض ، والأجر العظيم الجنة ، لجمعهم بين الإيمان والعمل الصالح واجتناب المحرمات ، وصف الله تعالى مؤمنى أهل الكتاب بالرسوخ فى العلم ، وبالإيمان بكل ما يجب الإيمان به وإيتاء الزكاة .