Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 16-16)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَالَّذِانِ } إعرابه إعراب اللاتى يأتين الفاحشة { يَأْتِيانِهَا } أى الفاحشة ، زنى بامرأة أو لواط رجل بآخر { مِنكُمْ } من الرجال على التفسير باللواط ، ومن المؤمنين والمؤمنات على التفسير بزنى رجل بامرأة ، ويجرى الحكم على المشركين ، ويدل للتفسير باللواط قوله منكم ، فإنه يتبادر فيه مع قوله اللذان ، فإن أصلهما الذكور لا الذكور والإناث معا ، وكذا يأتيان ، ويدل له أيضا أن حكم المرأة قد مر ، وهو الإمساك فى البيت حتى تموت ، أو يجعل الله لها سبيلا ، والرجل لا يحبس فى ذلك لاحتياجه إلى الكسب خارجا لنفسه وعياله ، بل يؤذى كما قال الله عز وجل { فَأذُوهُمَا } بالشتم والتعيير ، ويقال له ، أما خفت الله إذ زنيت ، وبالضرب بما خف كالنعل ، وذلك كله فى أول الإسلام تدريجا ، ثم نسخ برجم المحصن وجلد غيره ، وزعم الشافعى ان المفعول به لا يرجم ولو كان محصنا ، بل يجلد ويغرب عاما ، وقيل يقتلان بالسيف ولو لم يحصنا ، وقيل يرجمان ولو لم يحصنا ، ولا شىء على من لم يبلغ أو جن أو أكره وله العفو ، وكذا لسيد الأمة أو العبد ، ولو رضى العبد أو الأمة ، لا إن رضى السيد ، ولا رجم ولا جلد إلا بغيوب الحشفة { فِإن تَأبَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَآ } اتركوا أذاهما { إنَّ اللهَ كَانَ تَوَّاباً } على التائب { رَّحِيماً } به أى أعرضوا عن إيذائهما لأنه تواب رحيم ، وقيل قوله اللذان يأتيانها إلى قوله رحيما مقدم ، تقدم نزوله على قوله : { واللاتى يأتين } [ النساء : 15 ] إلى قوله { سبيلا } [ النساء : 15 ] وأن عقوبة الزنى أولا الأذى ثم الحبس ثم الجلد .