Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 17-17)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ إنّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللهِ } أى من الله متعلق بالتوبة والخبر هو قوله { لِلَّذِينَ } أى ما هى إلا للذين ، وإن جعلنا الخبر على الله صح الحصر أيضاً ، لأن الحصر بإنما يكون لآخر الكلام بعدها ، أى ما هى إلا من الله فيقدر هى للذين ، وإن جعلناهما خبرين صح الحصر فيهما معاً ، كأنه قيل ما التوبة إلا على الله وما هى إلا للذين ، نحو ما زيد إلا جواد شجاع ، أى الجواد والشجاعة دائمان فيه { يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالةٍ } سفه ، قال قتادة أجمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على أن كل ما عصى الله به فهو جهالة ولو مع علم ، وأن كل من عصى الله فهو جاهل ، ولو عالما قال الله عز وجل : { أصب إليهن } [ يوسف : 33 ] ، { هل علمتم ما فعلتم } [ يوسف : 89 ] ، { إنما أعظكم } [ سبأ : 46 ] ، { قال أعوذ بالله } [ البقرة : 67 ] الآيات ، أو ذلك تشبيه بمن لم يعلم إذ خالف { ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ } فى بعض زمان قريب ، وهو ما قبل المعاينة ولو طال ، قل متاع الدنيا قليل ، قال صلى الله عليه وسلم : " إن الله يقبل توبة العبد مالم يغرغر " ، وقال الله سبحانه : { حتى إذا حضر أحدهم الموت } [ النساء : 18 ] ، وزعم أهل التصوف والمعاملة أنه هو ما قبل أن تتعود النفس السوء ويكون لها كالطبيعة فيتعذر الرجوع ، وليس مرادهم منع القبول بل البعد { فَأُوْلَئِكَ يَتُوبُ اللهُ عَلَيْهِمْ } وفاء بوعده فى قوله : { إنما التوبة عَلَى الله } فإنه وعد وقضاء وهذا إنجاز ، فلا تكرير ، أو معنى على هنالك الوقوع ، لا محالة تشبيه بالوجوب ، فإنه لا يخلف الوعد ولا الوعيد ولا واجب عليه { وَكَانَ اللهُ عَلِيماً حَكِيماً } فمن شأنه أنه عالم بإخلاصهم ، ومن شأن الحكيم أنه لا يعاقب التائب ألبتة ، أو إلا يسير يكون له تمحيصاً أو استصلاحاً .