Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 59-59)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ } أعاد الأمر إعظاما له صلى الله عليه وسلم ، ودفعا لتوهم أنه لا يتبع إلا ما جاء به من القرآن ، وإيذانا بأن له استقلالا لغيره { وَأُوْلى الأَمْرِ مِنكُمْ } أمراء المسلمين في القرى والعساكر والقضاة ، والمفتين ، وعلماء الشرع على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد ، قال صلى الله عليه وسلم : " من أطاعنى فقد أطاع الله ومن عصانى فقد عصى الله ، ومن يطع أمرى ، فقد أطاعنى ومن يعص أمرى فقد عصانى " ، واختار بعض ، أن أولى الأمر المجتهدون لقوله تعالى : { ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولى الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم } [ النساء : 83 ] ويسمون فى أصول الفقه أهل الحل والعقد { فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِى شَىْءٍ } من أمر الدين أيها العامة وأولو الأمر ، أو أيها المتولون للأمر فيما بينكم { فَرُدُّوهُ إَلَى اللهِ } إلى كتابه { وَالرَّسُولِ } بسؤاله عنه ، وبعد موته بالرجوع إلى سنته ، ومن الرد إلى كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم للقياس ، فالآية مثبتة للقياس لمن تأهل له لا نافية له كما زعم من قال إنه يجب الوقوف على النصوص فيه وفى السنة ، ويرده أيضاً أنه لا توجد الأحكام كلها فيها ، فالأحكام من الكتاب والسنة والقياس والإجماع ، إلا أنه راجع للقياس ، إلا أنه لا يعرف الناس بعد انعقاده كلهم مأخذه وقوله { إن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الأَخِرِ } متعلق بقوله فردوه ، أو بقوله { أطيعوا الله وأطيعوا الرسول } ، وتعليقه بالرد أولى كما يناسبه قوله { ذَلِكَ } أى الرد إلى الله ورسوله { خَيْرٌ } نفع لكم { وَأَحْسَنُ تَأوِيلاً } رجعا وعاقبه ، وأحسن من رأيكم على فرض أن فيه حسنا ، أو هو حسن ، وقولكم بخلافه قبيح أو حسن لكم أو أفضل من رأيكم الذى تدعون فيه فضلا ، هرب قوم فصدهم خالد إلا رجلا أتى عمارا فأسلم ، فلما أصبح خالد أغا فلم يجد إلا الرجل وأهله وماله فقال عمار : خل عنه ، فإنه مسلم فاستبّا حينئذ ، وحين وصلا إليه صلى الله عليه وسلم فقال : أتترك مثل هذا يجير على ؟ فقال صلى الله عليه وسلم : " من شتم عماراً فقد شتم الله سبحانه " ، وأجار الرجل وماله وأهله ، فقال لعمار لا تجر بعد هذا أحداً على أميرك ، وتبعه خالد واسترضاه فرضى عنه .