Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 79-79)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ مَّآ أَصَابَكَ } أيها الإنسان على الإطلاق ، أو يا محمد لفظا ، والمراد آحاد الأمة معنى ، أو المراد هو صلى الله عليه وسلم لا لبيان حاله بل لتصوير حال الكفرة { مِنْ حَسَنَةٍ } نعمة { فَمِنَ اللهِ } فضلا وخلقا إذا كان الإنسان لا يفى بشكر طاعة صدرت منه فكيف يفى بشكر تفضل ، قال رسول الله صلى الله عيله وسلم : " لا أحد يدخل الجنة إلا برحمة من الله تعالى ، قيل : ولا أنت ؟ قال : ولا أنا إلا أن يتغمدنى الله برحمته " { وَمَآ أَصَابَكَ مِن سَيِّئَةٍ } بلية { فَمِن نَّفْسِكَ } تسببا لها بمعصيتك وانتقم الله منك بها ، ومن الله خلقا كما قال : { قل كل من عند الله } ، قالت عائشة رضي الله عنها : ما من مسلم يصيبه وصب ، أى مرض ، ولا نصب ، أى تعب ، حتى الشوكة يشاكها وحتى انقطاع شسع نعلة إلا بذنب وما يعفو الله أكثر ، ومعنى الشوكة إصابة الشوكة له لا نفس البنات ، لأنها قالت يشاكها ، لا يشاك بها ولعطف المعنى عليه وهو انقطاع ، والشِّسْع سير النعل ، { وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم } [ الشورى : 30 ] ، وعنه صلى الله عليه وسلم : " لا يصيب عبداً نكبة فما فوقها أو ما دونها إلا بذنب وما يعفو الله عنه أكثر " ، وعن ابن عباس : ما كان من نكبة فبذنبك وأنا قدرت ذلك عليك { وَأَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { لِلنَّاسِ } كلهم أى إلى الناس أو اللام على ظاهرها ، لأنه صلى الله عليه وسلم نافع لهم { رَسُولاً } حال مؤكدة ، أو مصدر مؤكد بمعنى إرسالا ، أو وصف بمعنى المصدر ، وإن علق برسولا فالتقديم للحصر ، أى رسولا إلى كل الناس العرب والعجم ، لا إلى العرب خاصة { وَكَفَى بِاللهِ شَهِيداً } على رسالتك بنصب المعجزات لك عليهم وبإنزال النص على رسالتك وعلى صدقك وتكذيب الناس لك .