Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 4-4)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ ما يجادل } بالرد والانكار { في آيات الله إلا الَّذين كَفَروا } كالحارث بن قيس السلمى ، كما قيل : نزلت فيه ، وأما جدال المؤمن المشركين ، وأهل البدع فجدال به لا جدال فيه ، وكذا جدال المؤمنين فيما بينهم استنباطا أو ايضاحا ، فجدال به لا فيه ، والجدال عليه بالحديث أو غيره جائز ، وعبادة وهب أنه جدال فيه ، لكن لا بانكاره ، فهو عبادة وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إن جدالا في القرآن كفر " ويروى المراد فى القرآن كفر فمعناه أن نوعا منه كفر وهو الجدال بانكاره ، ولذا قال : " جدالا " بالتنكير وقال : { في آيات الله } ولم يقل فيه باضافة جنسية ، لأن الجدال ولو فى آية واحدة كفر كذا قيل ، وفيه أنه لو قال : ما يجدل فيه لاحتمل الجدال فى كله أو بعضه ، الا أن يقال فيه ، والمراد فى شأنه . وروى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمع قوما يتمارون فقال : " إنما هلك من كان قبلكم بهذا ضربوا كتاب الله بعضه ببعض وإنما أنزل الله عز وجل الكتاب بعضه يصدق بعضا لا تكذبوا بعضه ببعض ، فما عملتم منه فقولوه ، وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه " ويروى أنه صلى الله عليه وسلم ، سمع صوت رجلين اختلفا فى آية فخرج يعرف الغضب فى وجهه فقال : " إنما أهلك من كان قبلكم اختلافهم فى الكتاب " . { فلا يغررك تقَلبُهُم في البلاد } الشام واليمن ، أو مع غيرهما فى الشتاء والصيف ، كما قال : { لإيلاف قريش } [ قريش : 1 ] مع امهالهم وتوسيع رزقهم على ما قبله ، عطف طلب على اخباراً أو جواب لمحذوف ، أى إذا علمت تصميمهم على الكفر فلا يغررك ، أى لا يوهمنك أن إمهالهم والتوسيع عليهم لرضا الله عنهم ، بل استدراج يزداد دون به شرا على أنفسهم ، فاذا تم أجلهم أهلكهم كمن قبلهم .