Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 5-5)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ كذَّبَت قَبلَهم قَوْم نُوحٍ } بدأ بنوح لأنه أول رسول بعد آدم عليهما السلام ، وأنه طويل العمر فى تعذيبهم اياه عذابا شديدا ، وقبله نبيان : شيث وادريس ، وقيل هما رسولان أيضا { والأحْزابُ } الأقوام المتحزبون ، أى المجتمعون على الرسل ومن معهم ، كعاد وثمود وفرعون { مِنْ بَعْدهم } { وهمَّت كُل أمَّة } من تلك الأحزاب { برسُولِهِم ليأخُذُوه } يقبضوه ليقتلوه ، أو يحبسوه ، أو يضربوه ، أو يضرونه ما شاءوا من الضر { وجادلوا بالباطل } خلاف الحق ، مثل قولهم : { ما أنتم إلا بشر مثلنا } [ يس : 15 ] وقولهم { ائتنا بما تعدنا } [ الأعراف : 77 ] وغير ذلك من أنواع الشرك { ليُدْحِضوا } يزيلوا { بهِ } بالباطل أو بالجدال المعلوم من جادلوا { الحقَّ } الأمر الشرعى من الرسالة والشرع . { فأخَذتهمْ } استأصلتهم بالأهلاك ، بسبب التكذيب ، والهم بالأخذ والجدال بالباطل ، أو بسبب الهم بالأخذ والجدال الباطل ، لأنهما اللذان نصت الآية بأنهم فعلوهما وأما الأخذ والادحاض فلم تنص أنهم فعلوهما ، ولزم من قال السبب الهم فقط ، أن بعد الجدال لأنهما فعلا جميعا ، ولزم من عد الأخذ سببا أن يعد الادحاض ، لأنها جميعا سيقا تعليلا بمستقبل قصدوه ، لكن لم أر من عده { فَكيْف كانَ عِقَابِ } كان لا يعلم كنهه الا الله ، كما تعاينون أثره فى أسفاركم الى الشام واليمن ، والاستفهام تقرير وتعجيب .