Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 58-58)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما يستوي الأعمى } الغافل عن معرفة الحق كالبعث ، لا يدرك الحق كما لا يرى الأعمى جسما ولا نورا { والبَصيرُ } العالم بالحق ، كما يرى البصير الأشياء { والَّذين آمنُوا وعملوا الصالحات } أى ولا يستوى المحسنون بالإيمان بالعمل الصالح { ولا المسىء } بتركها أو ترك أحدهما وانتفاء التساوى يرشد الى البعث ليجارى المحسن المستبصر على احسانه ، ويعاقب المسىء الغافل عن إساءته لا يتركان بلا بعث ، ولا يشتركان فى الجنة أو النار أو يهملان بعد البعث ، وقدم الأعمى على البصير لمناسبة ما اتصل به قبله ، وهو انتفاء العلم ، وقدم الذين آمنوا الخ على المسىء ، ولمناسبته ما اتصل به قبله ، وهو البصير ، ولشرفهم فكل قد جاور ما يناسبه ، والوجه الثانى : أن يقدم ما يقابل الأول ، يؤخر ما يقابل الآخر كقوله تعالى : { ما يستوي الأعمى والبصير } إلخ ، وأن يؤخر المتقابلان كالأعمى والأصم ، والبصير والسميع ، وأعيدت لا لطول الفصل ، وإرشاد الى اعتبارها فى الذين آمنوا ، كأنه قيل : ولا الذين أمنوا ، ولأن المقصد الكافر المسىء لا يساوى المؤمن ، كما وطأ له بعدم مساواة الأعمى للبصير ، ولم يقل ولا الذين آمنوا وعملوا الصالحات والمسىء ، لأن المقصود نفى مساواة المسىء للمحسن ، بحصول الثواب له ، لا نفى مساواة المحسن للمسىء وبحصول العذاب له ، وهو ظاهر لا كدر فيه ، والأعمى والبصير فى العلم ، والذين آمنوا وعملوا الصالحات ، والمسىء فى العمل والعلم متقدم على العمل . { قليلاً ما } مفعول مطلق ، أى تذكرا قليلا أو ظرف أى زمانا قليلا ، وما حرف صلة لتأكيد القلة ، أو نكرة تامة مفعول مطلق لقليلا ، أى قلة ما أو نعت قليلا أى قليلا ضعيفا وقليلا منصوب بقوله : { تَتّذكّّرون } قدم الفاصلة والحصر ، والواو للناس أوالكفار ، واذا كان للكفار جاز أن القلة نفى ، وجاز أن لهم تذكرا فى خلق السموات والأرض وأنفسهم قليلا ضعيفا لا يوصلهم الى الاقرار بالبعث .