Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 78-78)
Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
{ ولَقَد أرسَلنا رُسُلا } عظاما كثيرين ، والمراد الأنبياء المرسلون كما يتبادر ، وقيل : المراد الأنبياء ولو كانوا غير مرسلين ، لأن شأن النبى مطلق التبليغ { مِن قَبْلك } من قبل وجودك ، أو من قبل إرسالك وهو أولى { مِنْهُم مَنْ قَصصَنْا عَليك } بعض أخبارهم كآدم وإدريس ، ونوح وهود وصالح ، وابراهيم ولوط ، ويوسف وموسى ، وشعيب وداود ، وسليمان وعيسى { ومِنْهم مَنْ لم نَقْصُص عَليْك } بعض أخبارهم وهم الأكثر ، أو يقدر أولا رسُلا قصصناهم ، ورسلا لم نقصصهم ، ثم يقدر مضافان كما رأيت ، وهو أولى ، ويجوز تقدير الضمير فى ذلك كله مفردا مراعاة للفظ من ، وأكثر الرسل لم يقصصهم الله فى القرآن ، وعدم قصصهم لا ينافى معرفته صلى الله عليه وسلم بعددهم ، كما قال صلى الله عليه وسلم لأبى ذر السائل عن عدد الأنبياء : " هم ألف وأربعة وعشرون ألفاً الرسل منهم ثلاثمائة وخمسة عشر " ويروى : " ثلاثمائة وثلاثة عشر جما غفيرا " لأن المنفى فى الآية قص أخبارهم لا معرفة عددهم . ولا مانع أنه تعالى أخبره بعد الآية بأسمائهم ، وأخطأ من قال إنه صلى الله عليه وسلم لم يعلم عدد الأنبياء والمرسلين ، وقد أخبره الله تعالى بهؤلاء الأنبياء الذين بعد عيسى عليه السلام ، والذين لم يشهروا إذا صح الخبر ، مثل خالد بن سنان العبسى ، وأخبره بعبد حبشي نبى كما فى ابن مردوية ، والطبرانى عن على فهوه ممن لم يقصصه الله تعالى عليه ، صلى الله عليه وسلم ، وذكر ابن عباس أن الله تعالى بعث عبدا أسود فى الحبشة ، والمراد بالقص المنفى القص فى القرآن ، ولا ينافى القص فى غير القرآن بعد الآية ، ومعنى كونه عبدا أنه ممن يتخذ عبيدا من السودان ، ولا نفرة فى ذلك ، لأنه غير مملوك ، ولأنه مرسل الى جنسه ، وذلك عرف الآن أيضا يقال : هو أحد العبيد أى السودان الذين تتخذ منهم العبيد ، وقيل : انه عبد مملوك لبنى الخشاش يرعى فى الغنم . { وما كانَ } ما صح ولا خبر للكون ، ويجوز أن يكون له خبر { لرسُولٍ } من تلك الرسل { أن يأتي بآيةٍ } تتلى أو معجزة { إلا بإذن الله } فالآيات هبات من الله تعالى { فإذا جاء أمْر الله } بالعذاب فى الدنيا والآخرة ، وقيل : يوم القيامة ، وقيل : يوم { قُضِيَ بالحقِّ } أنجز ولم يتخلف ولم يؤخر { وخَسِر هُنالكَ } هنا اسم المكان ، استعير للزمان ، لجامع أن كلا ظرف للحوادث ، ويجوز إبقاؤه على معنى المكان المقضى فيه كأرض بدر والمحشر ، فيكون الأمر القتل ، وعذاب يوم القيامة { المبْطِلون } المتمسكون بالباطل ، أو الداخلون فيه ، أو أصحاب الباطل ، ويبعد أن يفسر بالمضيعين لما لهم فى الجنة من الأملاك والحور ، ويبعد أن يقال فى تفسيره : إذا جاء أمر الله بارسال رسول أرسله ، وخسر مكذبوه .