Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 22-22)

Tafsir: Taysīr at-tafsīr li-l-qurʾān al-karīm

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وما كُنتُم تَستترون } فى الدنيا حال المعصية { أن يَشهَد عليْكُم } تمتنعون عن أن يشهد ، لأن الاستتار امتناع عن الظهور ، أو تستترون عن الناس كراهة أن يشهد ، أو لئلا يشهد ، وان كان من كلام الله يقوله لهم يوم القيامة توبيخا ، فهو حكاية لما سيقوله له ، والصحيح أنه من كلام الجلود ، فيكون ذكر الجلود فى قوله : { سَمْعكم ولا أبْصاركم ولا جُلودكم } من وضع الظاهر موضع المضمر للبيان والتفريع ، باضافتهما اليهم ، والأصل سمعكم ولا أبصاركم ولا نحن { ولَن ظَننتُم } اعتقدتم { أن الله لا يعْلم كثيرا ممَّا تعْملونَ } أى ولكن لأجل ظنكم أن الله تعالى لا يعلم كثيرا ما تعملون خفية ، ومن للبيان ، قال ابن مسعود : كنت مستندا للكعبة ، فجاء رجلان ثقفيان وقريشى ، أو قريشيان وثقفى ، وفى الصحيحين : كثير شحم بطونهم قليل فقه قلوبهم ، فتكلموا بكلام لم أسمعه ، فقال أحدهم : أترون أن الله يسمع كلامنا ؟ فقال واحد : نعم ان رفعنا أصواتنا ، وقال آخر : ان سمع بعضه سمع كله ، فذكرت ذلك للنبى صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله تعالى : { وما كنتم تستترون } الى قوله سبحانه : { من الخاسرين } [ فصلت : 23 ] رواه البخارى ومسلم والترمذى والنسائى ، فهذا أنص فى أن قوله : { وما كنتم } إلخ ليس من كلام الجلود .